فمن هاهنا عُرِفَ الخَاصّ من العامِّ، وتفاوت العبادُ في الصبر، والرضا، واليقين، والتوكل، والسكون، فمنهم- كما علمتَ- ساكنٌ، ومنهم متحرك، ومنهم راض، ومنهم ساخط، ومنهم جَزِعٌ، فعلى قَدْرِ ما تفاوتوا في المعرفة- تفاوتوا في اليقين، وعلى قَدْرِ ما تفاوتوا في اليقين- تفاوتوا في السكون والرضا والصبر والتوكل. اهـ.
وقوله سبحانه: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ ... الآية، قد تقدم قَصَصُهَا، و «عليم» أي: عالم، وهو إسحاق ع.
ت: ولنذكر هنا شيئاً من الآثار في آداب الطعام، قال النوويُّ: روى ابن السُّنِّيِّ بسنده عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ كَانَ يقول في الطعام إذا قُرِّبَ إلَيْهِ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، باسم اللَّهِ» انتهى «١» ، وفي «صحيح مسلم» عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ- قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ، وَلاَ عَشَاءَ، وَإذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّه تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ»«٢» ، وفي «صحيح مسلم» عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَلاَّ يُذْكَرَ اسم الله عليه»«٣» الحديث، انتهى،
(١) أخرجه ابن السني (٤٥٩) . (٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٩٨) كتاب «الأشربة» باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما (١٠٣/ ٢٠١٨) ، وأبو داود (٢/ ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» باب: التسمية على الطعام (٣٧٦٥) ، وابن ماجه (٢/ ١٢٧٩) ، كتاب «الدعاء» باب: ما يدعو به إذا دخل بيته (٣٨٨٧) ، وأحمد (٣/ ٣٤٦) ، والبيهقي (٧/ ٢٧٦) ، كتاب «الصداق» باب: التسمية على الطعام، والبخاري في «الأدب المفرد» (٣١٩) (١١٠٢) . (٣) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٩٧) كتاب «الأشربة» باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما (١٠٢/ ٢٠١٧) ، وأبو داود (٢/ ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» باب: التسمية على الطعام (٣٧٦٦) ، وأحمد (٥/ ٣٨٣) ، والحاكم في «المستدرك» (٤/ ١٠٨) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وللحديث شاهد من رواية جابر بن عبد الله، أخرجه أبو داود (٢/ ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» ، باب: