قال مجاهد: لَم يُنْزِلِ اللَّهُ عَليهم من جُنْدٍ أرادَ أنه لم يُرْسِل إليهم رَسُولاً ولاَ اسْتَعْتَبَهُمْ «١» ، قال قتادة: وَاللَّهِ، ما عَاتَبَ اللَّهُ قَوْمَهُ بَعْدِ قَتْلِه حَتَّى أهْلَكَهُمْ «٢» .
وقال ابن مسعود: أراد: لَمْ يَحْتَجْ فِي تَعْذِيبهِمْ إلى جُنْدٍ، بلْ كَانَتْ صَيْحَةٌ واحِدَةٌ لأنهم كانُوا أيْسَرَ وأهْوَنَ من ذلك «٣» ، واخْتُلِفَ في قوله تعالى: وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ فقالتْ فرقة: «ما» نافيةٌ، وقالت فرقة:«ما» عَطْفٌ عَلَى جندٍ، أي: من جند ومن الذي كنَّا منزلينَ على الأممِ مثلهم قبلَ ذلكَ، و «خامدون» أي: ساكنون موتى.
وقوله تعالى: يا حَسْرَةً الحسرةُ التَلَهُّفُ: وذلك أن طِباعَ كُلِّ بَشَرٍ تُوجِبُ عَنْدَ سَمَاعِ حَالِهِمْ وعَذَابِهم على الكُفْرِ وَتَضْييِعِهم أمْرَ اللَّهَ، أن يُشْفِقَ وَيَتَحَسَّرَ على العِبَاد، وقال الثَّعْلَبِيُّ: قال الضَّحَّاك: إنها حسرةُ الملائِكَة على العباد في تكذيبِهمُ الرسلُ، وقال ابن عباس: حلُّوا مَحَلَّ مَنْ يَتَحَسَّرُ عَلَيْهِ، انتهى. وقرأ الأعرج «٤» وأبو الزنَاد ومسلم بن جندب: (يا حَسْرَهْ) بالوقفِ على الهاء وهو أبلغ في معنى التَحَسُّرِ والتَّشْفِيقِ وهَزِّ النَفْسِ.
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٣٧) برقم: (٢٩١١١) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٥٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥٦٩) . (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٣٧) برقم: (٢٩١١٣) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٥٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥٦٩) . (٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٣٧) برقم: (٢٩١١٤) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٥٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥٦٩) . (٤) وقد استثقلها أبو الفتح، وأطال الكلام حولها. ينظر: «المحتسب» (٢/ ٢٠٨، ٢١١) ، و «مختصر الشواذ» (١٢٥) ، و «المحرر الوجيز» (٤/ ٤٥٢) ، و «البحر المحيط» (٧/ ٣١٨) ، و «الدر المصون» (٥/ ٤٨١) .