وقال طَاوُسٌ «١» ، والزُّهْرِيّ، والحَسَن، وغيرهم: لا يجوزُ له أنْ يزيدَ على المَهْر الذي أعطاها «٢» ، وقال ابن المُسَيِّب: لا أرى أن يأخذ منها كلَّ مالِها، ولكنْ لِيَدَعْ لها شيئًا «٣» .
وقوله تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ... الآية: أي: هذه الأوامر والنواهي، فلا تتجاوزُوها، ثم توعَّد تعالى على تجاوُزِ الحَدِّ بقوله: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، وهو كما قال صلّى الله عليه وسلم:«الظّلم ظلمات يوم القيامة»«٤» .
(١) طاوس بن كيسان اليماني الجندي- بفتح الجيم والنون- قيل: من الأبناء، وقيل: مولى همدان، الإمام العلم. قيل: اسمه ذكوان. قاله ابن الجوزي. عن أبي هريرة، وعائشة، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم. وعنه: مجاهد، وعمرو بن شعيب، وحبيب. قال ابن عباس: إني لأظن طاوسا من أهل الجنة. مات سنة ١٠٦. ينظر: «خلاصة تهذيب الكمال» (٢/ ١٥) . (٢) أخرجه الطبري (٢/ ٤٨٣- ٤٨٥) بأرقام (٤٨٥٨) ، (٤٨٥٩) ، (٤٨٦٠) ، (٤٨٨٠) عن الحسن، وبرقم (٤٨٦٢) عن ابن طاوس، وبرقم (٤٨٦٣) عن الزهري. وذكره البغوي (١/ ٢٠٧) عن الزهري، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٣٠٨) . (٣) أخرجه الطبري (٢/ ٤٨٣) برقم (٤٨٦١) ، وذكره البغوي (١/ ٢٠٧) ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٣٠٨) . (٤) أخرجه البخاري (٥/ ١٢٠- ١٢١) كتاب «المظالم» ، باب الظلم ظلمات يوم القيامة، حديث (٢٤٤٧) ، وفي «الأدب المفرد» رقم (٤٨١) ، ومسلم (٤/ ١٩٩٦) ، كتاب «البر والصلة» ، باب تحريم الظلم، حديث (٥٧/ ٢٥٧٩) . وأحمد (٢/ ١٣٧، ١٤٦) ، والبيهقي (٦/ ٣٩) ، كتاب «الغصب» ، باب تحريم الغصب. والبغوي في «شرح السنة» (٧/ ٣٦٤- بتحقيقنا) . كلهم من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا، وللحديث شاهد من حديث جابر بلفظ: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» . أخرجه مسلم (٤/ ١٩٩٦) ، كتاب «البر والصلة» ، باب تحريم الظلم، حديث (٥٦/ ٢٥٧٩) ، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (٤٧٩) . وأحمد (٣/ ٣٢٣) ، من طريق عبيد الله بن مقسم، عن جابر به. وله شاهد أيضا من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه أحمد (٢/ ١٥٩) عنه مرفوعا، بلفظ: «الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش ... » .