قوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ قرأ الجمهور «١» : «غُلبت» - بضم الغين، - وقالوا: معنى الآية: أنه بلغ أهل مكة أنّ الملك كسرى هزم جَيْشَ الروم بأذْرِعَاتٍ وهي أدنى الأرض إلى مكة قاله عكرمة «٢» . فَسُرَّ بذلك كفارُ مكةَ فبشر الله تعالى المؤمنين بأن الرومَ سيَغْلِبونَ في بضْعِ سنين، فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى المسجد الحرام فقال للكفار: أسركم أن غُلِبَتِ الرُّوم؟ فإن نبيَّنا أخبرنا عن الله تعالى: أنهم سَيغْلبون في بضع سنين، فقال له أُبَيُّ بن خلف وأخوه أمية بن خلف: يا أبا بكر: تعالَ فَلْنَتَنَاحَبْ، أي:
نتراهنْ في ذلك، فراهنهم أبو بكر على خمس قلائص «٣» ، والأجل ثلاث سنين، وذلك قبل أن يحرم القِمار، فأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بذلك فقال له: إن البضع إلى التسع، ولكن زدهم في
(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٣٢٧) ، و «البحر المحيط» (٧/ ١٥٧) ، و «الدر المصون» (٥/ ٣٧٠) . (٢) ذكره البغوي (٣/ ٤٧٧) ، وابن كثير (٣/ ٤٢٣- ٤٢٤) ، والسيوطي (٥/ ٢٩١) ، وعزاه لابن جرير عن عكرمة. (٣) القلائص: جمع قلوص، وهي الفتيّة من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء. وقيل: هي الثنيّة، وقيل: هي ابنة المخاض. وقيل: هى كل أنثى من الإبل حين تركب. ينظر: «لسان العرب» ٣٧٢٢. [.....]