وقوله تعالى: إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ... الاية: اختلف في هذا التِّوفِّي.
فقال الرَّبيع: هي وفاةُ نَوْمٍ «١» ، وقال الحَسَن وغيره: هو توفِّي قَبْضٍ وتَحْصِيلٍ، أي:
قابضك منَ الأرْضِ، ومحصِّلك في السماءِ «٢» وقال ابنُ عبَّاس: هي وفاةُ مَوْتٍ «٣» ، ونحوه لمالك في «العَتَبِيَّة» ، وقال وهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ: توفَّاه اللَّه بالمَوْتِ ثلاثَ ساعاتٍ، ورفعه فيها، ثُمَّ أحياه بعد ذلك «٤» ، وقال الفَرَّاء: هي وفاةُ مَوْتٍ «٥» ، ولكنَّ المعنى: إني متوفِّيك في آخر أمْرِكَ عنْد نزولِكَ وقَتْلِك الدَّجَّال، ففي الكلامِ تقديمٌ وتأخير.
قال ع «٦» : وأجمعتِ الأمة على ما تضمَّنه الحديثُ المتواتر «٧» منْ أنَّ عيسى- عليه
- عيناي مثله، وهو أول من تكلم في علم التوحيد، وقال ابن الأثير: إمام الدنيا في زمانه، له رسائل، منها: «دواء الأرواح» مخطوط، توفي في (٢٩٧) هـ. ينظر: «وفيات الأعيان» (١/ ١١٧) ، و «حلية» (١٠/ ٢٥٥) ، و «صفة الصفوة» (٢/ ٢٣٥) ، و «تاريخ بغداد» (٧/ ٢٤١) ، و «طبقات السبكي» (٢/ ٢٨) ، و «طبقات الحنابلة» (٨٩) ، «الأعلام» (٢/ ١٤١) . (١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٢٨٨) برقم (٧١٢٩) وذكره الماوردي في «تفسيره» (١/ ٣٩٧) ، والبغوي في «تفسيره» (١/ ٣٠٨) ، وابن عطية (١/ ٤٤٢) . [.....] (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٢٨٨) برقم (٧١٣١) بنحوه، وذكره ابن عطية (١/ ٤٤٤) . (٣) ذكره الماوردي في «تفسيره» (١/ ٣٩٦) ، وابن عطية (١/ ٤٤٤) . (٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٢٨٩) برقم (٧١٣٨) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (١/ ٣٠٨) ، وابن عطية (١/ ٤٤٤) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢/ ٦٤) ، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم. (٥) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (١/ ٤٤٤) . (٦) ينظر: «المحرر الوجيز» (١/ ٤٤٤) . (٧) والحديث المتواتر هو ما رواه جمع يحيل العقل تواطؤهم على الكذب عادة من أمر حسّيّ، أو حصول الكذب منهم اتّفاقا، ويعتبر ذلك في جميع الطّبقات إن تعدّدت. -