لعُقْبَةَ، فنهاه عن الإسلام، فَقَبِلَ نَهْيَهُ فنزلت الآية فيهما «١» ، فالظالم: عقبة، وفُلاناً أُبيُّ. قال السُّهَيْلِيُّ: وَكَنَّى سبحانه عن هذا الظالم ولم يُصَرَّحْ باسمه ليكون هذا الوعيدُ غيرَ مخصوصٍ به ولا مقصور عليه بل يتناول جميعَ مَنْ فعل مثل فعله، انتهى.
٤٣ ب/ وقال مجاهد «٢» وغيره: الظَّالِمُ عام، اسم جنس، وهذا هو الظاهر، وأَنَّ مقصد الآية تعظيمُ يوم القيامة وذِكْرُ هوله بأَنَّهُ يوم تندم فيه الظَّلَمَةُ، وتتمنَّى أَنَّها لم تُطِعْ في دنياها إخِلاَّءَهَا، والسبيل المُتَمَنَّاةُ: هي طريق الآخرة، وفي هذه الآية لكل ذي نُهْيَةٍ تنبيهٌ على تجنب قرين السوء، والأحاديث والحكم في هذا الباب كثيرة مشهورة، والذِّكْرِ: ما ذَكر الإنسانَ أمر آخرته من قرآن، أو موعظة ونحوه.
وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا يحتمل: أَنْ يكونَ من قول الظالم، ويحتمل: أن يكون ابتداء إخبار من الله عز وجل على وجه التحذير من الشيطان الذي بَلَّغهم ذلك المبلغ.
وقوله تعالى: وَقالَ الرَّسُولُ حكاية عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الدنيا وتشكِيْهِ ما يَلْقَى من قومه هذا قول الجمهور، وهو الظاهر، وقالت فرقة: هو حكاية عن قوله ذلك في الآخرة، ومَهْجُوراً يحتمل: أَنْ يريدَ مُبْعَداً مقصيّاً من الهَجْر بفتح الهاء، وهذا قول ابن زيد «٣» ، ويُحْتَمَلُ: أَنْ يريدَ مقولاً فيه الهُجْرُ- بضم الهاء إشارة إلى قولهم: شعر وكهانة ونحوه قاله مجاهد «٤» .
قال ع «٥» : وقول ابن زيد مُنَبِّهٌ للمؤمن على مُلازمة المُصْحَفِ، وأَلاَّ يكون الغبارُ
(١) أخرجه الطبريّ (٩/ ٣٨٤) برقم (٢٦٣٤٧) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٠٨) والسيوطي (٥/ ١٢٥) وعزاه لأبي نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. (٢) ذكره ابن عطية (٤/ ٢٠٨) ، والسيوطي (٥/ ١٢٧) ، وعزاه للفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد بلفظ: «الشيطان» . (٣) أخرجه الطبريّ (٩/ ٣٨٦) برقم (٢٦٣٥٧) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٠٩) . (٤) أخرجه الطبريّ (٩/ ٣٨٦) برقم (٢٦٣٥٥) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٠٩) ، والسيوطي (٥/ ١٢٧) ، وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد. (٥) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٢٠٩) . [.....]