وقال جابر بن عبد اللَّه وأبُو سعيد: إن هذه الآيةَ نَزَلت في بني سَلَمَةَ «١» على ما تقدم، وقول النبي ع لَهُمْ:«دِيارُكُم تكْتبُ آثاركم» ، والإمامُ المبينُ: قال قتادة وابن زيد: هو اللَّوحُ المحْفُوظُ «٢» ، وقالت فرقة: أراد صحف الأعمال.
وقوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ ... الآية، رُوِي عَنْ ابن عباس والزهري وعكرمة: أن القريةَ هنا هي أنطاكيَّة «٣» ، واخْتُلِفَ في هؤلاء المُرْسَلِينَ فقال قتادة وغيره: كانوا من الحواريِّينَ الذين بعثهم عيسى حِين رُفِعَ، وصُلِبَ الذي أُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ، فَتَفَرَّقَ الحواريُّونَ في الآفاق، فَقَصَّ اللَّه- تعالى- هنا قصَّةَ الذين نَهَضُوا إلى أنْطَاكيَّة «٤» .
وقالت فرقة: بل هؤلاء أنبياء من قبل الله عزّ وجلّ.
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٢٩) برقم: (٢٩٠٧٢) عن جابر، وعن أبي سعيد رقم: (٢٩٠٧٣) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٤٨) عن ابن عبّاس وجابر وأبي سعيد، وذكره ابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥٦٥) عنهما، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٤٨٨) عن أبي سعيد، وعزاه لعبد الرزاق، والترمذي وحسنه، والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في «شعب الإيمان» ، وعن جابر بن عبد الله، وعزاه لمسلم، وابن مردويه. (٢) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٤٨) عن مجاهد، وقتادة، وابن زيد. (٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٣١) برقم: (٢٩٠٨٣) عن عكرمة، وعن ابن عبّاس وغيره رقم في «تفسيره» (٣/ ٥٦٦) عنهم، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٤٨٩) عن ابن عبّاس، والزهري، وعكرمة، وابن كثير للفريابي، وعن عكرمة، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر. (٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٣١) برقم: (٢٩٠٨٢) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٤٩٠) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة.