ذكرنا وهذا كقوله صلى الله عليه وسلّم:«لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ»«١» ، وَ «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطّواف»«٢» ، والضمير في فَإِنَّها للقصة ونحوها من التقدير، والضميرُ في يَسْتَعْجِلُونَكَ لقريشٍ.
وقوله: وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وعيد وإخبار بأنَّ كل شيءٍ إلى وقت محدود، والوعد هنا مُقَيَّدٌ بالعذاب.
وقوله سبحانه: وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ/ قالت فرقة: معناه ٢٧ أوإنّ يوماً من أَيَّامِ عذاب الله كألف سنة من هذه لطول العذاب وبؤسه، فكان المعنى أي من هذه السنين فما أَجْهَلَ مَنْ يَسْتَعْجِلَ هذا، وكُرِّرَ قوله: وَكَأَيِّنْ لأَنَّهُ جلب معنى آخر ذكر أَوَّلاً القرى المُهْلَكَةَ دون إملاء بل بعقب التكذيب، ثم ثَنَّى سبحانه بالممهلة لئلاَّ يفرحَ هؤلاء بتأخير العذاب عنهم، وباقي الآية بيّن، والرزق الكريم: الجنة، ومُعاجِزِينَ معناه: مغالبين، كأَنهم طلبوا عَجْزَ صاحب الآياتِ، والآيات تقتضي تعجيزهم فصارت مفاعلة.
قلت: قال [القاضي أبو الفضل]«٣» عياض: وقد توجهت هاهنا لبعض الطاعنين سُؤَالاتٍ منها ما رُوِيَ مِنْ: «أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم لما قرأ سورة «والنجم» وقال: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى [النجم: ١٩، ٢٠] قال: تِلْكَ الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتها لترتجى» «٤» .
(١) أخرجه مالك (٢/ ٩٠٦) كتاب «حسن الخلق» : باب ما جاء في الغضب، حديث (١٢) ، والبخاري (١٠/ ٥٣٥) كتاب «الأدب» : باب الحذر من الغضب، حديث (٦١١٤) ، ومسلم (٤/ ٢٠١٤) كتاب «البر والصلة» : باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، حديث (١٠٧/ ٢٦٠٩) ، وأحمد (٢/ ٢٣٦) ، والبغوي في «شرح السنة» (٦/ ٥٣١- بتحقيقنا) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١١٢١٢) من حديث أبي هريرة. (٢) تقدم تخريجه. [.....] (٣) سقط في ج. (٤) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٢/ ٥٣) رقم (١٢٤٥٠) ، والبزار في «مسنده» كما في «تخريج الكشاف» (٢/ ٣٩١) ، وابن مردويه كما في المصدر السابق، كلهم من طريق يوسف بن حماد ثنا أمية بن خالد، ثنا-