وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً أي: فارِغاً من كلِّ شيء إلا من ذكر موسَى «٣» .
قاله ابن عباس.
قال مالك: هو ذَهَابُ العَقْلِ، وقالت فرقة: فارِغاً من الصبر.
وقوله تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ أي: أَمرِ ابنها، وروي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: كادتْ أُمُّ مُوسَى أن تَقُول: «وابناه وَتَخْرُجَ سَائِحَةً عَلَى وَجْهِهَا» . والرَّبْطُ على القلبِ: تأنيسُه وتقويَتُه، ولِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي: من المُصَدِّقين بوعدِ اللهِ سبحانه وما أوحي إليها به، وعَنْ جُنُبٍ أي: ناحيةٍ، فمعنى عَنْ جُنُبٍ: عن بُعْد لَمْ تَدنُ مِنْهُ فَيُشْعَرَ لها.
وقوله: وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ معناه: أنها أختُه، ووعدُ الله المشار إليه هو الذي أوحاه إليها أولاً، إمَّا بمَلَكٍ/ أو بمَنَامَةٍ، حسْبَمَا تَقَدَّمَ، والقَوْلُ بالإلْهَامِ ضعيف أن يقال ٥٦ أفيه وعدٌ.
وقوله: أَكْثَرَهُمْ يريد به القِبْطَ، والأَشُدُّ: شدة البدن واستحكام أمره وقوته،
(١) ينظر: «السبعة» (٤٩٢) ، و «الحجة» (٥/ ٤١٢) ، و «إعراب القراءات» (٢/ ١٦٨) ، و «معاني القراءات» (٢/ ٢٤٩) ، و «شرح الطيبة» (٥/ ١٢١) ، و «العنوان» (١٤٧) ، و «حجة القراءات» (٥٤٢) ، و «شرح شعلة» (٥٣٢) ، و «إتحاف» (٢/ ٣٤١) . (٢) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٣٤) رقم (٢٧١٩٢) بنحوه، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٧٨) ، والسيوطي (٥/ ٢٢٨- ٢٢٩) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة. (٣) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٣٥) رقم (٢٧٢٠١) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٧٨) ، وابن كثير (٣/ ٣٨١) ، والسيوطي (٥/ ٢٢٩) ، وعزاه للفريابي، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس.