قال ابن جريج: هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث وأبَيِّ بنِ خَلَفٍ، وقيل في أبي جهل بن هشام «٤» ، ثم هي بعدُ تتناول كل مَن اتصف بهَذِهِ الصفة، ومجادلتهم في أنَّ الله تعالى لا يبعثَ مَنْ يموتُ، والشيطان هنا هو مغويهم من الجن، ويحتمل من الأنس، والمريد: المُتَجَرِّدُ من الخير للشَّرِّ، ومنه الأمرد، وشجرة مرداء، أي: عارية من الورق، وصَرْحٌ مُمَرَّدٌ، أي: مملس، والضمير في عَلَيْهِ عائد على الشيطان قاله قتادة «٥» ، ويحتمل أَنْ يعودَ على المجادِل، وأنه في موضع رفع على المفعول الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه، و «أَنَّه» الثانية عطف على الأُولَى مؤكدة مثلها، وقيل: هي مُكَرَّرَةٌ للتأكيد فقط، وهذا مُعْتَرَضٌ بأَنَّ الشيء لا يؤَكَّد إلاَّ بعد تمامه، وتمامٌ «أَنَّ» الأولى إنما هو بصلتها في قوله:
(١) ذكره ابن عطية (٤/ ١٠٦) . (٢) ينظر: «السبعة» (٤٣٤) ، و «الحجة» (٥/ ٢٦٦) ، و «إعراب القراءات» (٢/ ٧٢) ، و «معاني القراءات» (٢/ ١٧٥) ، و «شرح الطيبة» (٥/ ٦٣) ، و «العنوان» (١٣٤) ، و «حجة القراءات» (٤٧٢) ، و «شرح شعلة» (٥٠٢) ، و «إتحاف» (٢/ ٢٧٠) . (٣) ينظر: «الكتاب» (٢/ ٢١٢- ٢١٤) . (٤) أخرجه الطبريّ (٩/ ١٠٩) برقم (٢٤٩١٨) ، وذكره ابن عطية (٤/ ١٠٧) ، وابن كثير (٣/ ٢٠٦) ، والسيوطي (٤/ ٦١٩) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج. (٥) ذكره ابن عطية (٤/ ١٠٧) ، والسيوطي (٤/ ٦٢٠) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة. [.....]