وقوله: كُلَّ بَنَّاءٍ بَدَلٌ من الشَّياطِينَ ومُقَرَّنِينَ معناه: موثقين قد قرن بعضهم ببعض، والْأَصْفادِ القيودُ والأغْلاَلُ، قال الحَسَنُ: والإشارةُ بقوله: هذا عَطاؤُنا ... الآية، إلى جميع ما أعطاهُ اللَّه سبحانه مِنَ الملكِ «٥» وأمرَه بأن يَمُنَّ عَلى من يشاءُ ويُمْسِكُ عَمَّنْ يشاء، فكأنه وَقَفَهُ على قَدْرِ النِّعمة، ثم أباح له التصرُّفَ فيه بمشيئته وهذا أصح الأقوال وأجمعها لتفسير الآية، وتقدَّمت قصة أَيُّوبَ في سورة الأنبياء.
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٥٨٤) برقم: (٢٩٩١٧) عن ابن عبّاس، وبرقم: (٢٩٩١٩) عن مجاهد، وبرقم: (٢٩٩٢٠) عن الحسن، و (٢٩٩٢٣) عن وهب بن منبه، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٦٥) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٠٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥٨٧) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة، ولابن المنذر عن الضحاك. (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٥٠٦) . (٣) ينظر: «معاني القرآن» (٤/ ٣٣٣) . (٤) ينظر: البيت في «البحر المحيط» (٧/ ٣٨٢) ، و «الدر المصون» (٥/ ٥٣٦) والقرطبي (١٥/ ١٣٤) . (٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٥٨٥) برقم: (٢٩٩٢٩) عن الحسن، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٠٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥٨٨) ، وعزاه لعبد بن حميد عن قتادة.