فَنَزَلَتِ الآيةُ فِيهمْ، وقالَ عليُّ بْنُ أبي طَالِبِ، وابنُ مَسْعُودٍ، وابنُ عُمَرَ: هذِهِ أرْجَى آية في القرآن «١» ، ورَوَى ثَوْبَانُ عَنِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال:«مَا أُحِبُّ أَنَّ لي الدُّنْيَا وَمَا فيها بهذه الآية «٢» قُلْ يا عِبادِيَ ... » وأَسْرَفُوا معناه أَفْرَطُوا، والقَنَطُ أعْظَمُ اليَأْسِ، وقرأ نافعٌ والجمهورُ «تَقْنَطُوا» بفتح النون «٣» ، قال أبو حاتم: فيلزمهم أن يقرؤوا «مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُواْ»[الشورى: ٢٨]- بكسرها- ولم يقرأْ بهِ أحَدٌ، وقرأ أبو عمرو «تَقْنِطُوا» - بالكسر «٤» -.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً عمومٌ بمعنى الخصوصِ لأن الشِّرْكَ لَيْسَ بداخلٍ في الآيةِ إجماعاً، وهي أيضاً في المعاصِي مقيَّدةٌ بالمشيئةِ، ورُوِيَ أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ:
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١/ ١٥) برقم: (٣٠١٨١) عن ابن مسعود وبرقم: (٣١٠٨٤) عن علي، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٣٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٥٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٦٢١) . (٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٥) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥/ ٤٢٣) باب: في معالجة كل ذنب بالتوبة (٧١٣٧) ، والطبري (١١/ ١٦) (٣٠١٨٧) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٣٣١) ، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه. (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٥٣٧) . (٤) وقرأ بها حمزة والكسائيّ، ويعقوب، وخلف. ينظر: «العنوان» (١٦٥) ، و «إتحاف» (٢/ ٤٣٠) . (٥) أخرجه الحاكم (٢/ ٢٤٩) كتاب «التفسير» ، والترمذي (٥/ ٣٧٠) ، كتاب «التفسير» باب: ومن سورة الزمر (٣٢٣٧) . قال الحاكم: هذا حديث غريب عال، ولم أذكر في كتابي هذا عن شهر غير هذا الحديث الواحد. اهـ. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إِلا من حديث ثابت عن شهر بن حوشب قال: وشهر بن حوشب يروي عن أم سلمة الأنصارية وأم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد. (٦) ينظر: «الشواذ» ص: (١٣٢) ، و «الكشاف» (٤/ ١٣٥) ، وزاد نسبتها إلى ابن عبّاس. وينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٥٣٧) .