وقوله عز وجل: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ، نَتَقْنَا: معناه: اقتلعنا ورفَعْنا، وقد تقدَّم قصص الآية في «البقرة» ، وقوله سبحانه: وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ، أي:
تدبَّروه واحفظوا أوامره ونواهيه، فما وَفَّوْا.
وقوله سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا ... الآية، قوله: مِنْ ظُهُورِهِمْ قال النُّحاة: هو بدلُ اشتمال من قوله: مِنْ بَنِي آدَمَ، وتواترتِ الأحاديثُ في تفسير هذه الآية عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مِنْ طُرُقٍ:«أن اللَّه عزَّ وجلَّ استخرج مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عليه السلام نَسَمَ بنيه، ففي بعض الروايات كالذَّرِّ، وفي بعضها: كالخَرْدَلِ» .
وقال محمد بن كَعْب: إِنها الأرواحُ «٣» جُعلَتْ لها مِثَالاَتٌ، وروي عن عبد اللَّه بن عمر، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قَالَ:«أُخِذُوا مِنْ ظَهْرِ آدَمَ كَمَا يؤخذ بالمشط من الرّأس «٤» ،
(١) وقراءة أبي بكر من الإمساك، أي: يأخذون بما فيه من حلال وحرام. وحجته قوله تعالى: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة: ٤] ، وقوله: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ [الأحزاب: ٣٧] ولم يقل: مسّك. ينظر: «السبعة» (٢٩٧) ، و «الحجة» (٤/ ١٠٢- ١٠٣) ، و «إعراب القراءات» (١/ ٢١٤) ، و «حجة القراءات» (٣٠١) ، و «شرح الطيبة» (٤/ ٣١٤) ، و «العنوان» (٩٨) ، و «معاني القراءات» (١/ ٤٢٨) ، و «شرح شعلة» (٣٩٨) . (٢) وقرأ بها عبد الله، كما في «الكشاف» (٢/ ١٧٥) ، وينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ٤٧٣) ، و «البحر المحيط» (٤/ ٤١٦) ، و «الدر المصون» (٣/ ٣٦٨) . (٣) أخرجه الطبري (٦/ ١١٦) برقم: (١٥٣٨٧) ، والسيوطي (٣/ ٢٥٩) . (٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣/ ٢٥٩) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، واللالكائي في «السنة» .