قال ع «١» : وظاهر هذه الوفادة «٢» أَنها بعد انقضاء الحساب، وإنما هي النهوضُ إلَى الجنَّة، وكذلك سوقُ المجرمين إنما هو لدخول النّار.
ووَفْداً قال المفسرون: معناه رُكْباناً، وهي «٣» عادةُ الوفود لأَنهم سَرَاةُ الناسِ، وأَحسنهم شَكْلاً، وإنما شَبَّههم بالوفْدِ هيئة، وكرامة.
وروي عن عَلِيِّ- رضي الله عنه- أَنهم يَجِيئُونَ رُكْباناً على النُّوقِ المحلاَّة بحِلْيةِ الجنَّة: خطمُها من يَاقُوتٍ، وزَبَرْجَدٍ «٤» ، ونحو هذا.
وروى عمرو بْنُ قيس المَلاَّئِي: أنهم يركبون على تماثيل مِنْ أَعمالهم الصَّالِحة، وهي
- كتاب السهو: باب البكاء في الصلاة، حديث (١٢١٤) ، والترمذي في «الشمائل» رقم (٣٢٣) ، وأحمد (٤/ ٢٥، ٢٦) ، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» رقم (٩٠٠) ، وابن خزيمة (٩٠٠) ، وأبو يعلى (٣/ ١٧٤- ٧٥) رقم (١٥٩٩) ، وابن حبان (٥٢٢- موارد) ، والحاكم (١/ ٢٦٤) ، والبيهقي (٢/ ٢٥١) كتاب الصلاة، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وصححه ابن خزيمة، وابن حبان. تنبيه: عزا المؤلف هذا الحديث لمسلم، وقد وهم في ذلك. وينظر: «تحفة الأشراف» (٤/ ٣٥٩) . (١) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٣٥٩) . (٢) في ب: الرفادة. [.....] (٣) في ج: وهو. (٤) أخرجه الطبريّ (٨/ ٣٨٠) رقم (٢٣٩٢٩) ، وذكره البغوي (٣/ ٢٠٩) ، وابن عطية (٤/ ٣٢) ، وابن كثير (٣/ ١٣٧) ، والسيوطي (٤/ ٥٠٨) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والبيهقي في «البعث» عن علي.