وقوله سبحانه: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً أيْ: جَعَلَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ والعربِ للَّه جزءاً، أي: نصيباً وحَظًّا، وهو قولُ العَرَبِ:«الملائكة بنات اللَّه» هذا قول كثير من المتأولين، وقال قتادة: المراد بالجُزْء: الأَصنَامُ وغيرها «٢» ف جُزْءاً معناه: نِدًّا.
ت: وباقي الآية يُرَجِّحُ تأويلَ الأكثرِ.
وقوله: أَمِ اتَّخَذَ: إضرابٌ وتقريرٌ وتوبيخٌ إذِ المحمود المحبوبُ من الأولاد قد خَوَّلَهُ اللَّه بني آدم، فكيفَ يتَّخِذُ هو لنفسه النصيب الأدنى، وباقي الآية بَيِّنٌ مِمَّا ذُكِرَ في «سورة النحل» وغيرها.
ثم زاد سبحانه في توبيخهم وإفساد رأيهم بقوله: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ التقدير: أو مَنْ يُنَشَّأُ في الحلية هو الذي خصصتم به الله عز وجل، والحلية: الحلي من الذهب/ والفضة والأحجار، ويُنَشَّؤُا معناه: ينبت ويكبر، والْخِصامِ: المحاجَّةُ ومجاذبة المحاورة، وقَلَّ ما تجد امرأة إلاَّ تُفْسِدُ الكلام وتخلط المعاني، وفي مصحف ابن مسعود «٣» : «وَهُوَ في الكَلاَمِ غَيْرُ مُبِينٍ» والتقدير: غير مُبِينٍ غَرَضاً أو منزعاً ونحو هذا،
«الزهد» باب: ذكر التوبة برقم: (٤٢٥٦) ، وابن حبان (١٢/ ٤٣٨- ٤٣٩) كتاب «الحظر والإباحة» باب: فصل فيما يتعلق بالدواب، ذكر الخبر الدال على أن المسيء إلى ذوات الأربع قد يتوقع له دخول النار في القيامة بفعله ذلك، برقم: (٥٦٢١) . (١) أخرجه أحمد (١/ ٢٠٤) . (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١/ ١٧٢) برقم: (٣٠٧٨٩- ٣٠٧٩٠) عن قتادة، وذكره ابن عطية (٥/ ٤٨- ٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٧١٧) ، وعزاه إلى ابن حميد، وعبد الرزاق، وابن المنذر. [.....] (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ٤٩) .