قال ع «١» : قوله تعالى: مَاء بِقَدَرٍ قال بعض العلماء: أَراد المطر.
وقال بعضهم: إنَّما أراد الأنهار الأربعة سيحان «٢» وجَيْحَانَ والفرات «٣» والنيل «٤» .
قال ع «٥» : والصواب أَنَّ هذا كُلَّهُ داخل تحت الماء الذي أنزله الله تعالى.
وقوله تعالى: لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ يحتمل: أنْ يعود الضمير على الجنات فيشمل أنواع الفواكه، ويحتمل أَنْ يعود على النخيل والأعناب خاصَّةً إذ فيهما مراتبُ وأنواع، والأَوَّلُ أعمُّ لسائر الثمرات.
وقوله سبحانه: وَشَجَرَةً عطف على قوله: جَنَّاتٍ ويريد بها الزيتونة، وهي كثيرة في طور سيناء من أرض الشام، وهو الجَبَلُ الذي كُلِّمَ فيه موسى عليه السلام قاله ابن عباس، وغيره «٦» ، والطور: الجبلُ في كلام العرب، واخْتُلِفَ في سَيْناءَ فقال قتادة: معناه الحُسْنُ «٧» ، وقال الجمهور: هو اسم الجبل، كما تقول جبل أُحُدٍ، وقرأ الجمهور:«تَنْبُتُ» بفتح التاء وضم الباء، فالتقدير تنبت ومعها الدُّهْنُ كما تقول خرج زيد
(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١٣٩) . (٢) (سيحان) نهر كبير بالثغر، من نواحي المصيصة، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم، يمرّ بأذنة ثم ينفصل عنها نحو ستة أميال فيصب في بحر الروم. (٣) الفرات: وهو النهر المعروف. (٤) نيل مصر: قيل هو تعريب نيلوس، فليس في الدنيا نهر يصبّ من الجنوب إلى الشمال إلّا هو، ولا أطول منه. [.....] (٥) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١٣٩) . (٦) أخرجه الطبريّ (٩/ ٢٠٨) رقم (٢٥٤٨١) ، وذكره البغوي (٣/ ٣٠٦) ، وابن عطية (٤/ ١٣٩) . (٧) أخرجه الطبريّ (٩/ ٢٠٧) (٢٥٤٧٩) وذكره البغوي (٣/ ٣٠٦) ، وابن عطية (٤/ ١٣٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ١٤) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه.