لَبِيدُ بْنُ سَهْلٍ، والطائفةُ التي هَمَّتْ أُسَيْرٌ وأصحابُهُ «١» .
قال ع «٢» : قال قتادة وغَيْرُ واحدٍ: هذه القصَّة ونحوها إنما كان صاحبُها طُعْمَةَ بْنَ أُبَيْرِقٍ، ويقال فيه: طُعَيْمَةُ.
قال ع «٣» : وطُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِق صرَّح بعد ذلك بالاِرتدادِ، وهَرَبَ إلى مكَّة، فرُوِيَ أنه نَقَبَ حائطَ بَيْتٍ ليسرقه، فانهدم الحائطُ عليه، فقَتَلَه، ويروى أنه اتبع قوماً من العرب، فسرقهم، فقتلوه «٤» .
وقوله تعالى: وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ، ذهب «٥» الطبريُّ إلى أنَّ المعنَى: استغفر مِنْ ذَنْبِكَ في خِصَامِكَ للنَّاس.
قال ع «٦» : وهذا ليس بذَنْبٍ لأنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إنما دَافَعَ عن الظاهرِ، وهو يعتقدُ براءتهم، والمعنى: واستغفر للمؤْمنينَ مِنْ أمَّتك، والمتخاصِمِينَ بالباطل، لا أنْ تكون ذا جدالٍ عنهم، وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ، فَكثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُوَم مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: «سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ، لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ، إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» ، رواه أبو داود والتِّرمذيُّ والنسائِيُّ والحاكمُ وابنُ حِبَّانَ في «صحيحيهما» ، وقال الترمذيُّ، واللفظ له: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ «٧» ، ورواه النسائيُّ والحاكمُ أيضاً مِنْ طُرُق عن عائشة ...
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤/ ٢٦٥) برقم (١٠٤١٦) ، ذكره البغوي في «تفسيره» (١/ ٤٧٧) ، وابن عطية في «تفسيره» (٢/ ١٠٩) ، والسيوطي في «الدر» (٢/ ٣٨٥) . (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ١٠٩) . (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ١٠٩) . (٤) ذكره ابن عطية (٢/ ١٠٩) . (٥) ينظر الطبري (٢/ ٢٦٥) . (٦) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ١١٠) . (٧) أخرجه الترمذي (٥/ ٤٩٤) ، كتاب «الدعوات» ، باب ما يقول إذا قام من المجلس، حديث (٣٤٣٣) ، والنسائي في «الكبرى» (٦/ ١٠٥- ١٠٦) كتاب «عمل اليوم والليلة» ، باب ما يقول إذا جلس في مجلس كثر فيه لغطه، حديث (١٠٢٣٠) ، والحاكم (١/ ٥٣٦- ٥٣٧) ، وابن حبان (٢٣٦٦- موارد) ، والبغوي في «شرح السنة» (٣/ ١٢٩- بتحقيقنا) ، كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. -