ويكون التسبيح: الإستثناء. من ذلك قوله عز وجل:{قالَ أَوْسَطُهُم أَلمْ أقلْ لكم لولا تُسَبِّحون}(٩٦) ، معناه: قال أعْدَلُهم قولاً: هلا تستثنون.
ويكون التسبيح: الصلاة. من ذلك الحديث:(يُروى عن الحسن أنه كانَ إذا فَرَغَ من سُبْحَتِهِ)(٩٧) ، معناه: إذا فرغ من صلاته. ومنه قول الله عز وجل وهو أصدق قيلاً:{فلولا أنّه كان من المسبحينَ}(٩٨) ، معناه: فلولا أنه كان من المصلين. ومنه قوله:{ونحن نُسبِّح بحمدِكَ ونُقدِّس لك}(٩٩) . قال أبو (١٤٥) عبيدة (١٠٠) : معنى نسبح لك: نحمدك ونصلي لك. ونقدس لك، معناه عنده: نطهر أنفسنا لك. وقال غير أبي عبيدة: نقدس لك، < معناه >: نبركُ لكَ، أي نقول: تباركت يا ربنا. وقال الشاعر (١٠١) :
(فأدركنَهُ يأخذنَ بالساقِ والنَسا ... كما شَبْرَقَ الولدانُ ثوبَ المُقَدِّسِ)
معناه: كما خرق الولدان ثوب العابد الذي يقدِّس لهم، أي: يُبَرِّك لهم. (٢١ / ب)
قال أبو بكر: / ويكون التسبيح: النور. من ذلك الحديث الذي يُروى:(لولا ذلك لأحرقتْ سُبُحاتُ وَجْههِ ما أدركت من شيءٍ)(١٠٢) . قال أبو بكر: قال أبو عبيد: السبحات: النور.
ومن التنزيه قول الله تعالى:{سبحانَ الذي أَسْرَى بعبدِهِ ليلاً}(١٠٣) ، ومنه قوله تعالى:{سُبحانَكَ لا عِلمَ لنا إلّا ما علَّمتنا}(١٠٤) .
(٩٦) القلم ٢. (٩٧) لم أقف على الحديث. وفي الأصل: من مسبحته، وما أثبتناه من ف. وفي اللسان (سبح) : يقال: فرغ من سبحته أي من صلاته النافلة. (٩٨) الصافات ١٤٣. (٩٩) البقرة ٣٠. (١٠٠) مجاز القرآن ١ / ٣٦. (١٠١) امرؤ القيس، ديوانه ١٠٤. (١٠٢) صحيح مسلم: (١١١) ، سنن ابن ماجة: (٧٠) . النهاية ٢ / ٣٣٢. (١٠٣) الإسراء ١. (١٠٤) البقرة ٣٢.