ثم في يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر من شهور سنة ثلاث وأربعين وثمانمئة حدثنا شيخ الإسلام، المشار إليه، إملاء من حفظه كعادته، قال وأنا أسمع:
وأما أثر عائشة ﵂ فأخرجه ابن أبي داود من طريق شيبة بن نصاح -بكسر النون وتخفيف الصاد المهملة وآخره مهملة - عن القاسم بن محمد-أي ابن أبي بكر الصديق ﵁ قال: غدوت يومًا على عائشة وهي تصلي الضحى، فإذا هي تقرأ هذه الآية: ﴿فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم﴾ وهي تبكي وترددها، فقمت حتى مللت، فذهبت إلى السوق، ثم رجعت فإذا هي ترددها وتبكي.
ومما جاء في ذلك عن التابعين.
أخبرني أبو العباس الزينبي، أنا محمد بن غالي، أنا أبو الفرج الحراني، عن أبي المكارم اللبان، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا زياد بن أيوب، عن علي بن يزيد الصدائي، ثنا عبد الرحمن بن عجلان، ثنا نسير -بنون وسين مهملة مصغر- هو ابن ذعلوق -بمعجمة ثم مهملة وزن عصفور- قال: بات الربيع بن خثيم ذات ليلة يصلي فمر بهذه الآية: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءٌ محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾ فجعل يرددها حتى أصبح.
وبالسند الماضي إلى أبي عبيد، ثنا أبو الأسود -وهو النضر بن عبد الجبار- عن ضمام بن إسماعيل، عن العلاء عن رجل قال: كنت بمكة،