اعلم أن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح سنة بالاتفاق، وهو مقدمة للقراءة، قال الله تعالى: ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾ معناه عند جماهير العلماء: إذا أردت القراءة فاستعذ بالله. واعلم أن اللفظ المختار في التعوذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وجاء: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ولا بأس به، ولكن المشهور المختار هو الأول.
وروينا في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والبيهقي، وغيرها: أن النبي ﷺ قال قبل القراءة في الصلاة: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه» وفي رواية: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه» وجاء في تفسيره في الحديث، أن همزه: الموتة، وهي الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر، والله أعلم.
(٨٦)
ثم حدثنا فقال:
وقد رواه أبو حيوة يزيد بن شريح عن شعيب بالسند المذكور، لكن خالف في سياق المتن.