للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المجلس (٥٣١): الأذكار المستحبة في الدفع من المشعر الحرام إلى منى.

المجلس ٥٣١ منه، وهو ٩١١ من أمالي سيدنا شيخ الإسلام

قال :

وله طريق أخرى:

أخرجه ابن أبي شيبة (١) عن علي بن هاشم، (٢) عن أبيه، عن عمر، وزاد فيه:

«معترضًا في بطنها جنينها»

وفي هذا السند انقطاع.

ومن طريق ابن عمر نحو الأول، وزاد (٣):

«قد ذَهَبَ الشحمُ الذي يزينها»

وقولُه: «يُوضع»، أي: يُسرع، وزنه ومعناه.

وقد جاء بلفظ: «يحرك»:

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الدمشقي -قدم علينا-، عن وزيرة بنت عمر بن أسعد -إجازةً إن لم يكن سماعًا-، قالت: أنا أبو عبد الله الزَّبيدي، أنا طاهر بن محمد، أنا مكي بن علان، أنا أحمد بن الحسن القاضي، ثنا محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي (٤)، أنا الثقة، أنا هشام بن عروة، عن أبيه، أن عمر كان يُحرك في وادي مُحسر. الحديث.

وقد عَقَد ابنُ أبي شيبة للإيضاع هنا بابًا (٥) ذكر فيه أحاديث مرفوعةً وموقوفة، وبعضها في الصحيح، ونقل عن ابن عباس وبعضٍ أنه لا يُستحب (٦)، وعن ابن عباس أنه أثبته هنَا وأنكره عند الإفاضَة من عرفة.

ونقل الشيخ في «شرح المهذب» (٧) عن القاضي حسين، قال: «يستحب أن يقال هذا الذي نُقل عن عمر في المكان المذكور».

ونقل الرافعي (٨) وغيره أن السبب في الإسراع هنا أن نصارى العرب من أهل نجران كانوا يقفون هنا لا في المشعر الحرام، فخُولفوا.

قلت: ويؤيده ما أنبأنا المسند أبو الفرج بن الغزي -شفاهًا-، وأبو الحسن الحافظ -قراءةً-، قال الأول: أخبرنا علي بن الحسن، والثاني: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قالا: أنا علي بن أحمد، عن عبد الله بن عمر الصفار، أنا عبد الجبار بن محمد، أنا أحمد بن الحسين (٩)، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جريج، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن المسور بن مخرمة، قال: خطبنا رسول الله بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: فإن أهل الشرك»، فذكر حديثًا، ثم قال: «وكانوا لا يدفعون من المزدلفة حتى تطلعَ الشمس على رُؤوسِ الجبال، وهَديُنَا مُخالِف لِهَديهم».

ومما جاء من القول عند الدفع من مزدلفةَ: ما أخرجه عبد الرزاق (١٠) عن ابن عمر أنه كان يقول إذا هبط مُحسرًا:

«اللهم غَافر الذنوب اغفر جما وأي عبد لك لا ألما»

قلت: وهذا الرجز أنشدَه الزبير بن بكار (١١) لأمية بن أبي الصلت، أنه قاله لما حضره الموت، ولفظه:

إن تغفر اللهم تغفر جما

وأنشده ابن الكلبي (١٢) للديان الحارثي -جد بني عبد المدَان، رُؤساء نجران-، ولفظه مثل أمية، لكن قال:

وكل عبد لك قد ألما (١٣)

وقد وجدته مرفوعًا:

قرأت على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة، أنا محمد بن عبد الواحد (١٤)، أنا أبو القاسم بن الخباز، أنا رجاء بن إبراهيم، أنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا أبو بكر بن مَردُويه (١٥)، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، ثنا زكريا بن إسحاق، عن عمْرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس ، في قوله تعالى: ﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: ٣٢]، قال: قال رسول الله : «اللهم إن تغفر تغفر جما، وأي عبدٍ لك لا ألما».

هذَا حديث صحيح (١٦).

أخرجه الحاكم (١٧) من طريق روح بن عُبادة، عن زكريا، به، وقال: «صحيح الإسناد» (١٨).

قلت: وهو محمول على أنه تمثل به، ومن ثم تغيرَ وزن القصيد الأول (١٩).

والله أعلم.

آخر ٥٣١، وهو ٩١١ من الأمالي المصرية، و ٨ بدار الحديث، في ٢٤ رجب.

* * *


(١) (١٦٣٦٩).
(٢) سقط هنا: «عن هشام»، وهو ابن عروة، ولا بد منه، لكنه سقط كذلك في بعض نسخ «المصنف»، فلعل هذا ما وقع للمؤلف.
(٣) كذا وقعت العبارة، وقال في «الفتوحات الربانية» (٥/ ١٨): «وزاد عنه في طريق أخرى من طريق ابن عمر». والسياق يوهم أن الزيادة عند ابن أبي شيبة، ولم أجدها في «مصنفه». وقد نسب ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ٤٢٣) هذا الشطر وسابقَه إلى «غير هشام»، حيث ذكر رواية هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر.
(٤) «المسند» (١٠١٢/ ترتيب سنجر).
(٥) «المصنف» (٩/ ٩١ - ٩٤).
(٦) لم أر فيه قولًا بعدم الاستحباب، والذي فيه لابن عباس هو ما سيذكره المؤلف الآن عنه.
(٧) (٨/ ١٤٤).
(٨) «فتح العزيز» (٧/ ٣٧٠).
(٩) «السنن الكبير» (٩٥٩٧).
(١٠) ليس فيما بلغنا بعدُ من «المصنف».
(١١) «الأغاني» (٤/ ٣٥٠) -وسقط منه الزبير، وهو شيخ الحرمي في عامة الكتاب-.
(١٢) «الأغاني» (١٢/ ٢٧١).
(١٣) في «الأغاني»: «وأي عبد لك ما ألما»، لكن في جملةٍ من نُسَخِه كما حكى المؤلف.
(١٤) «الأحاديث المختارة» (١١/ ١٩٤).
(١٥) «التفسير» (٢٢٩).
(١٦) كذا قال المؤلف هنا، وكان قال -قبل ثلاث عشرة سنةً في المجلس السادس من «الأمالي الحلبية» (ص ٧٢) -: «سنده صحيح، وفي رفعه نكارة»، وبالنكارة جزم الذهبي في «مهذب السنن الكبير» (٨/ ٤١٨٩)، وقال ابن كثير في «التفسير» (٧/ ٤٦١): «في صحَّته مرفوعًا نظر»، وقد استغربه لزكريا قديمًا الترمذيُّ والبزار. وتفسير اللمم محفوظ عن عمرو بن دينار، ثم عن عطاء، به، دون ذكر البيتين، وجاء عن مجاهد عن ابن عباس، وفيه: «ألم تسمع قول الشاعر … »، فذكر البيتين غير مرفوعين، قال البيهقي في «السنن» (٢١/ ٧): «هذا أشبه»، وقال في «الشعب» (٩/ ٢٧٦): «هذا هو المحفوظ؛ موقوف».
(١٧) (٣٧٩٠، ٧٨٥٣).
(١٨) وكذلك أخرجه (١٨٠) من طريق أبي عاصم عن زكريا، وزاد في المواضع كلها: «على شرط الشيخين»، فأبعد.
(١٩) كذا، ولعله أراد الشطر، فإن القصيد: ما تمَّ شطرَا بيته. على أن البيت المرفوع جاء في جملةٍ من الطرق صحيح الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>