فصل: إذا وصل المحرم إلى حرم مكة -زاده الله شرفًا- استحب له أن يقول: اللهم هذا حرمك وأمنك فحرمني على النار، وأمني من عذابك يوم تبعث عبادك، واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك.
فإذا دخل مكة ووقع بصره على الكعبة ووصل المسجد استحب له أن يرفع يديه ويدعو؛ فقد جاء أنه يستجاب دعاء المسلم عند رؤيته الكعبة، ويقول: اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا.
(٥٠٦)
(قوله: فصل وإذا صل [المحرم] إلى حرم مكة زادها الله شرفًا استحب له أن يقول: اللهم هذا حرمك وأمنك فحرمني على النار وآمني من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك).
قلت: ذكر في شرح المذهب عن الماوردي أن جعفر بن محمد روى عن أبيه عن جده قال: كان النبي ﷺ يقول عند دخول مكة: «اللهم البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وألزم طاعتك .. .. » الحديث.
ولم يسنده الماوردي ولا وجدته موصولًا ولا الذي قبله، وقد بيض له من خرج أحاديث المهذب كالحازمي والمنذري.
وجعفر هذا هو الصادق، وأبوه محمد هو الباقر، وأما جده فإن كان الضمير لمحمد فهو الحسين بن علي، ويحتمل أن يريد أباه علي بن أبي طالب، لأنه الجد الأعلى ﵃، وعلى الأول يكون مرسلًا.