فصل: السنة في التشهد الإسرار لإجماع المسلمين على ذلك، ويدل عليه من الحديث:
ما رويناه في سنن أبي داود والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: من السنة أن يخفي التشهد. قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح. وإذا قال الصحابي من السنة كذا كان بمعنى قوله: قال رسول الله ﷺ، هذا هو المذهب الصحيح المختار الذي عليه جمهور العلماء من الفقهاء والمحدثين وأصحاب الأصول والمتكلمين ﵏؛ فلو جهر به كره ولم تبطل صلاته ولا يسجد للسهو.
(١٥٩)
﷽
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كثيرًا.
ثم حدثنا شيخنا، إمام الحفاظ، أبو الفضل العسقلاني، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، إملاء من حفظه في يوم الثلاثاء سابع عشرين شعبان سنة أربعين وثمانمئة، قال وأنا أسمع:
قوله:(فصل اعلم أن الترتيب في التشهد مستحب .. .. إلى آخره).
قلت: صنف فيه بعض المتأخرين جزءًا أطنب في الاستدلال للوجود، وأقوى ما استدل به أن ما ورد بالتقديم والتأخير من المرفوعات غير صحيح، فيشبه استدلال الشيخ على ترك التسمية بأن جمهور الروايات الصحيحة خلت منها فلا يستحب.