للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المجلس (٥٢٥): الدعاء بعرفات.

(١) ولحديث جابر المذكور شاهد من حديث أنس تقدم في باب «ما يقال عِنْد الصبَاح وَالمساء» (٢)، وفيه أنه عَلَّمَ فاطمةَ أن تقولَهُ، وليس فيه التقييد بيوم النحر.

وتقدم -أيضًا- في باب «دعوات المكروب» (٣) من حديث أنسٍ -أيضًا-، لكن اقتصر على صَدْرِهِ. ومن حديث ابنِ مَسعودٍ نحوُه. ومن حديث أبي بكْرَةَ طَرَفُه الثاني. ومن حديث عليٍّ وأبي هريرة في مُطْلَقِ قَولهِ: «يا حي يا قيوم».

ثم محَلُّ حديث جَابر في فَصْلٍ بعد هذا (٤)، وَإنما تعجَّلتُه لِمُناسَبَةٍ عَرَضَتْ (٥).

ومما ورد في القول بعرفة:

ما أخرجه الإمام أحمد (٦) من رواية بقيَّةَ بن الوَليد، عن شيخٍ له مجهولٍ (٧)، عن أبي سعد الأنصَاري، عن أبي يحيى -مولى الزبير-، عن الزبير بن العوام ، قال: سمعت رسول الله وهو بعرفة يقرأ هذه الآيَةَ: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَآئِمَا بِالْقِسْطِ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨]، يقول: «وأنا على ذلك من الشاهِدِين».

وهو حديث غريب، له علة خفِيَّة:

قرأتُ على فاطمة بنت محمد بن عبد الهَادي -بصالحية دمشق-، عن محمد بن عبد الحميد -مكاتبةً من مصر-، قال: أنا إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العِزِّ، قال: قُرِئَ على فاطمةَ بنت أبي الحَسَنِ -ونحن نسمَعُ-، عن فاطمة الجُوْزَذَانيةِ -سماعًا-، قالت: أنا أبو بكر ابن رِيْذَة، قال: أنا أبو القاسم اللخْمِيُّ (٨)، قال: ثنا أحمد بن رِشْدِينَ المصري، قال: ثنا محمد بن أبي السري، قال: ثنا عُمر بن حفص بن ثابت الأنصَاري، قال: ثنا عبد الملك بن يحيى بن عَبَّادِ بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه ، قال: سمعت رسُول الله قَرَأَ: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَآئِمَا بِالْقِسْطِ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨]، قال: «وَأنا أشْهَدُ أَنك أنت العزيز الحكيم يا ربّ».

وكذا أخرجه ابنُ أبي حاتِم في «التفسير» (٩) عن علي بن الحسين بن الجنيد، عن محمد بن المتوكِّلِ -وهو ابن أبي السري المذكور قبلُ-، عن أبي سعد (١٠) عمر الأنصاري، عن أبي يحيى (١١) عبد الملك بن يحيى، بالسند المذكور (١٢).

فظهَرَ من هذا أن بقِيَّةَ أو شيخَهُ خَبَطَ (١٣) في السند، فقال: عن أبي يحيى مولى الزبير، وإنما هو حفِيدُهُ (١٤)، وأسقط من السند ثلاثةً (١٥)، فظهرَتْ علةُ ذلك السند. وبالله التوفيق.

ومما ورد في القول بعرفة:

ما أخبَرني أبو الحسن المَرْدَاويُّ، بالسند المذكور آنفًا إلى البيهقِيِّ (١٦)، قال: أنا أبو ذرّ عَبْدُ بنُ أحمدَ الهرويُّ المجاورُ بمكة -قَدِم عَلينا-، قال: أنا أبو حَكِيم محمد بن إبراهيمَ بن السريِّ بن يحيى الدارِميُّ، قال: أنا أبي: أبُو القاسم، قال: أنا أبي: أبُو عُبَيْدَة، قال: ثنا عُثمانُ بنُ زُفَرَ، قال: ثنا صَفْوَانُ بن أبِي الصهبَاءِ، عن بُكير بن عَتِيْقٍ، قال: حَجَجْتُ، فتوسَّمتُ رَجلًا أَقتدِي به، فإذا رجلٌ مُصْفَرُّ اللِحْيَةِ، فإذا هُو سالمُ بنُ عبد الله بن عُمر، فوَقف بالموقف، فقال: «لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهوَ على كل شيء قدير، لا إله إلا اللهُ إلهًا وَاحدًا ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله ولو كَرِهَ المشركون، لا إله إلا الله ربُّنَا وربُّ آبائنا الأولين»، فلم يزل يقولها حتى غربتِ الشَّمْسُ.

وذكرَ إبراهيمُ الحَرْبيُّ في «المناسك» له (١٧) دُعَاءً طويلًا في نحو وَرَقةٍ، لم يَأْثرْه عن أحَدٍ، أوَّلُه: «اللهم آوَيتني في صِبَايَ (١٨)، وهَدَيتني من عماي، أدعوكَ دُعاءَ مَنْ أَتَاكَ لِرَحمتك راجِيًا، وعن وطنِهِ نائِيًا، ولذنبه شاكيًا» إلى آخرِهِ.

وتقدم في حديث ابن عباس في أبواب التلبية (١٩) أنَّ النبي لما لبَّى وهو بالموقف قال: «إنما الخيْرُ خير الآخِرَة». (٢٠)

* * *


(١) في (ص): «المجلس ٥٢٥، وهو ٩٠٥ من أمالي سيدنا شيخ الإسلام، قال».
وفي (س): «ثم أملى من لفظه، وأنا أسمع، فقال ».
(٢) «نتائج الأفكار» (٢/ ٤٠٧ - ٤٠٨).
(٣) «نتائج الأفكار» (٤/ ٧٥ - ٨١، ٨٨ - ٨٩).
(٤) هو: «فصلٌ في الأذكار المستحبة بمنى يوم النحر» من «الأذكار» (ص ٣٣٠)، وسيأتي -بإذن الله- في المجلس (٥٣٣).
(٥) هي عزل المؤلف عن مشيخة المدرسة البيبرسية، وذلك في اليوم الذي أملى فيه المجلسَ المارَّ برقم (٥٢٣)، ولذا انقطع الإملاءُ بعده أسبوعًا، ثم نقل مجلسَه إلى دار الحديث الكاملية -كما يتبيَّن بمراجعة خاتمتَي الناسخَيْن للمجلسين السابقين-. وكان ذلك في محنةٍ جرت على المؤلف ، تألَّم منها كثيرًا، حتى كان يقول في مرض موته بعد ثلاث سنوات: «هذه بقايا الغبن من سنة تسع وأربعين وتوابعها». انظر: «الجواهر والدرر» (٢/ ٦٠١ - ٦٠٣، ٣/ ١١٨٧).
(٦) «المسند» (١٤٣٨).
(٧) سمَّاه في هذه الرواية: جبير بن عمرو، ورأى المؤلف في «تعجيل المنفعة» (١/ ٣٨١) أن هذه التسمية غلط نشأ عن تصحيف وتحريف، وأن صوابه: «حبيب بن عمر»، وفي هذا نظر، وهو مجهول على كل حال.
(٨) «المعجم الكبير» (٢٥٠).
(٩) (٣/ ١٠١).
(١٠) في مطبوعة «التفسير»: «سعيد»، وهما كنيتان مذكورتان لعمر.
(١١) لم تقع الكنية في «التفسير».
(١٢) لكن وقع عنده: «عبد الملك، عن أبيه، عن جده، عن الزبير»، ولعل هذا أصوب، فهو ما وقع عند ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٤٣٥) والمستغفري في «فضائل القرآن» (٨٠) من طريقين عن ابن أبي السري. وعليه فيكون صواب رواية الطبراني: «عن جده: عبد الله بن الزبير» بلا «عن»، ومثله ما جاء في حديثٍ آخر بالإسناد نفسه عند أبي نعيم في «معرفة الصحابة» (٤٤٥).
(١٣) رمز ناسخ (س) فوق الباء لتخفيفها: «خف».
(١٤) هذا إن صح أن عبد الملك يكنى أبا يحيى، ولم أجده.
(١٥) تحرَّر فيما سبق أنهما اثنان. وقد جاءت لشيخ بقية متابعةٌ في إسقاطهما، فأخرجه المخلص في رابع «المخلصيات» (٢٣٨) عن أبي القاسم البغوي، عن داود بن رشيد، عن عمر بن حفص، عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جده الزبير، فذكره. وداود ثقةٌ لم يُتكلم فيه كما تُكلم في ابن أبي السري الذي عُدَّت عليه أوهام كثيرة، وقد زاد الرجلين في هذا الإسناد، فالله أعلم.
(١٦) «فضائل الأوقات» (١٩٤).
(١٧) (ص ١٢٣)، ونقله عنه ابن قدامة في «المغني» (٥/ ٢٧٠ - ٢٧٢).
(١٨) كذا في الأصلين، وعند الحربي وابن قدامة: «آويتني من ضناي».
(١٩) «نتائج الأفكار» (٥/ ٢٣٣ - ٢٣٤).
(٢٠) في (ص): «آخر ٥٢٥ من تخريج الأذكار، وهو ٩٠٥ من الأمالي، و ٢ بالكاملية».
وفي (س): «آخر المجلس الخامس والعشرين بعد الخمسمائة من تخريج أحاديث الأذكار، وهو الخامس بعد التسعمائة من الأمالي المصرية، وهو الثاني بدار الحديث الكاملية، مما أملاه من لفظه وحفظه شيخ الإسلام، حافظ العصر، وحيد دهره، المشار إليه فيه، فكتبته عنه حالة العرض والإملاء، بتاريخ حادي عشر شهر جمادى الآخرة، سنة تسع وأربعين وثمانمائة. المستملي: زين الدين رضوان العقبي. وأجاز المملي المشار إليه فيه -أمتع الله ببقائه- رواية ذلك جميعه، وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه، متلفظًا به بسؤال المستملي المذكور له في ذلك عقبه. رواية الفقير كاتبه محمد بن محمد بن علي الخطيب اليلداني عنه، [وسمعه الولد محمد -أنشأه الله نشأ صالحًا، آمين-]».

<<  <  ج: ص:  >  >>