المجلس (٤٢٨): أذكار العيدين.
المجلس ٤٢٨ منه، وهو ٨٠٨ من أمالي سيدنا شيخ الإسلام
قال ﵁:
قوله: «باب الأذكار المشروعة في العيدين»، إلى أن قال: «للحديث الوارد في ذلك: «من أحيا ليلتي العيد»»، وفيه: «من قام ليلتي العيد»، إلى آخره.
أخبرنا مسند الشام: أبو العباس بن أبي بكر بن العز -إجازة مكاتبة-، عن محمد بن علي بن ساعد، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا أبو عبد الله الكراني، أنا أبو القاسم الأشقر، أنا أبو الحسين بن فاذشاه، أنا أبو القاسم الطبراني (١)، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد، ثنا عبد الرحمن بن عَمرو (٢)، ثنا جرير، عن رجل -يعني: عُمرَ بن هارون-، عن ثور (بن) (٣) يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: «من أحيا (٤) ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
هذا حديث غريب، مضطرب الإسناد، وعُمر بن هارون ضعيف (٥)، وقد خولف في صحابيه، وفي رفعه:
أما الأول: فأخرجه ابن ماجة (٦) من طريق بقية بن الوليد، عن ثور، عن خالد، فقال: عن أبي أمامة، بدل: عبادة (٧)، ورفعه، وقال: «من قام ليلتي العيد لله محتسبًا»، والباقي مثله.
وبقية صدوق، لكنه كثير التدليس (٨)، وقد رواه بالعنعنة.
وأما الثاني، فهو فيما أخبرنا أبو الحسن بن أبي المجد -قراءة عليه-، عن ست الوزراء بنت عمر بن أسعد -إجازة، إن لم يكن سماعًا-، قالت: أنا أبو عبد الله الزبيدي، أنا أبو زرعة الهمذاني، أنا أبو الحسن السلار، أنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي (٩)، أنا إبراهيم بن أبي يحيى، قال: قال ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء ﵁، فذكر مثل حديث بقية، لكن موقوفًا.
وخالد لم يسمع من أبي الدرداء، ولا من عُبادة (١٠)، وسمع من أبي أمامة (١١).
وقد أخرجه ابن شاهين (١٢) من وجه آخر عن أبي أمامة مرفوعًا، وفي سنده ضعيف ومجهول.
وله طريق أخرى عن صحابي آخر، وفيه زيادة، أخرجه الحسن بن سفيان في «مسنده» -وأبو نعيم في «الصحابة» (١٣) من طريقه-، من رواية مروان بن سالم، عن ابن كُردوس، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أحيا ليلتي العيد، وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
ومروان متروك (١٤)، وشيخه لا يعرف اسمه، ولا له وَلَا لِأبيه ذكر إلا من جهة مروان.
وله طريق آخر عن صحابي آخر، وفيه زيادة:
قرأت على عبد الله بن عمر بن علي، عن أحمد بن أبي أحمد الصيرفي -سماعًا-، أنا الحافظ أبو حامد ابن الصابوني، أنا القاضي أبو القاسم الحرستاني -سماعًا عليه- وأبو روح الهروي -في كتابه-، قالا: أنا زاهر بن طاهر -قال الأول: إجازة، والثاني: سماعًا- (١٥)، أنا أبو سَعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمد بن بشير، أنا أبو لبيد محمد بن إدريس، ثنا سُويد بن سعيد، ثنا عبد الرحيم بن زيد العَمي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر».
هذا حديث غريب، وعبد الرحيم متروك (١٦).
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمود، عن عائشة بنت المسلَّم، بالسند الماضي قريبًا (١٧) إلى أحمد بن الحسين الحافظ -وهو البيهقي- (١٨)، أنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا محمد بن يعقوب، أنا الربيع، أنا الشافعي، قال: «بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: أولَ ليلة من رجب، وليلةَ النصف من شعبان، وليلتي العيد، وليلة الجمعة».
وبه إلى البيهقي (١٩): أنبأنا أبو عبد الله الحافظ -إجازة-، أنا محمد بن علي الصنعاني، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أخبرني من سمع محمد بن عبد الرحمن البيلماني يحدث عن أبيه، عن ابن عمر ﵄، قال: «خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء»، فذكر مثله.
وهذا سند ضعيف، لضعف محمد بن عبد الرحمن (٢٠)، وللجهل بشيخ عبد الرزاق، ولعله إبراهيم بن أبي يحيى، ولعله الذي بلغ الشافعي.
والعلم عند الله -تعالى-.
آخر ٤٢٨، وهو ٨٠٨، في ١٨ ربيع الأول.
* * *
(١) «المعجم الأوسط» (١٥٩).
(٢) كذا، وصوابه: حامد بن يحيى البلخي.
(٣) في الأصل: «عن»، والظاهر أنه من الناسخ، والصواب المثبت، وسيبين المؤلف لاحقًا خلافًا عن ثور، عن خالد.
(٤) الذي في مصدر المؤلف: «صلى».
(٥) قال المؤلف في «تقريب التهذيب» (٤٩٧٩): «متروك، وكان حافظًا».
(٦) (١٧٨٢).
(٧) بل جاء ذلك عن عمر بن هارون نفسه، أخرجه قوام السنة الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (٣٧٣).
(٨) قال المؤلف في «تقريب التهذيب» (٧٣٤): «صدوق كثير التدليس عن الضعفاء».
(٩) «الأم» (٢/ ٤٨٥).
(١٠) انظر: «جامع التحصيل» (ص ١٧١).
(١١) وروايته عنه عند البخاري في «صحيحه».
(١٢) لم أجده في «الترغيب» له، ولم أقف على من رواه من طريقه، أو نقله عنه، أو عزاه إليه، ولم يذكر روايتَه المؤلفُ مع تتبُّعه طرق الحديث في «التلخيص الحبير» (٣/ ١٠٧٢).
(١٣) (٥٩٠٨).
(١٤) قال المؤلف في «تقريب التهذيب» (٦٥٧٠): «متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع».
(١٥) «تحفة عيد الأضحى».
(١٦) قال المؤلف في «تقريب التهذيب» (٤٠٥٥): «متروك، كذبه ابن معين».
(١٧) في المجلس (٤٢٥): «نتائج الأفكار» (٥/ ٥٤).
(١٨) «فضائل الأوقات» (١٥٠).
(١٩) «فضائل الأوقات» (١٤٩).
(٢٠) قال المؤلف في «تقريب التهذيب» (٦٠٦٧): «ضعيف، وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان».