للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(٤١٨)

[باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك]

روينا في صحيح البخاري، عن ابن عمر أن رسول الله قال لأصحابه -يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود-: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكنوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم».

المجلس ٤١٨ من تخريج أحاديث الأذكار، وهو ٧٩٨ من أمالي سيدنا شيخ الإسلام

قال :

قوله (١): «باب البكاء والخوف عند المرُور بقبور الظالمين»، إلى أن قال: «روينا في «صحيح البخاري» عن ابن عمر، أن رسول الله قال لأصحابه -يعني: لما وصلوا الحجر ديار ثمود-»، إلى آخره.

قلت: أخرجه البخاري في أربعة مواضع، ليس فيها هذا اللفظ.

أخبرنا المسند أبو علي محمد بن محمد بن علي -قراءة عليه ونحن نسمع، بشاطئ النيل، سنة ثلاث وتسعين-، قال: أنا المسندان: أحمد بن أبي طالب، ووزيرة بنت عمر -قراءة عليهما، بشاطئ النيل، سنة خمس عشرة-، قالا: أنا الحسين بن أبي بكر، أنا عبد الأول بن عيسى، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا عبد الله بن أحمد، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال -في أبواب المساجد- (٢): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله قال: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يُصيبكم ما أصابهم».

وبه إلى البخاري، قال -في غزوة تبوك- (٣): ثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر ، أن رسول الله قال -لأصحاب الحجر-: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم».

وأخرجه البخاري -أيضًا- في تفسير سورة الحجر (٤) عن إبراهيم بن المنذر، عن معن بن عيسى، عن مالك، نحو رواية يحيى بن بكير، وأتم.

وأخرجه -أيضًا- في أحاديث الأنبياء (٥) من طريق عبد الله بن المبارك، وفي غزوة تبوك (٦) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عُمر، عن أبيه ، قال: لما نزل رسول الله الحجر، قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين»، ثم قنع رأسه، وأسرع السير حتى أجاز الوادي.

هذا لفظ عبد الرزاق، وفي رواية ابن المبارك بعد: «باكين»: ««لا يصيبكم ما أصابهم» (٧)، ثم تقنع بردائه وهو على الرحل». ولم يذكر ما بعده (٨).

وحديث مالك أخرجه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي (٩)، عن مالك. فوقع لنا بدلًا عاليًا.

وأخرجه الإسماعيلي (١٠) من رواية إسحاق بن عيسى، ومن رواية عبد الرحمن بن القاسم.

وأخرجه الدارقطني (١١) من رواية الثلاثة الذين أخرجهم البخاري (١٢)، ومن رواية محمد بن الحسن، ومن رواية القعنبي، كلهم عن مالك. وذكر أن القعنبي أخرجه في زيادات «الموطأ»، ولم يخرجه أكثر من رَوى «الموطأ» فيه (١٣).

ولم ينفرد به مالك، فقد أخرجه مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار. ويُتعجب من إغفال الشيخ له:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الخياط، وَرُقية بنت محمد الصفدية -سماعًا عليهما، بالصالحية-، كلاهما عن زينب بنت إسماعيل بن الخباز -سماعًا-، قالت: أنا أحمد بن عبد الدائم، بالسند الماضي قريبًا (١٤) إلى علي بن حُجر (١٥)، ثنا إسماعيل بن جعفر. ح

وقرأته عاليًا على أم يوسف الصالحية، عن أبي العباس بن الشحنة -سماعًا عليه-، أنا أبو الحسن القطيعي -في كتابه-، أنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أنا الحسن بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم الديْبُلي -بفتح المهملة، وسكون المثناة من تحت، وضم الموحدة، بعدها لام خفيفة-، ثنا محمد بن زُنبور، ثنا إسماعيل بن جعفر (١٦):

عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله -لأصحاب الحجر-: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبَكم مثل ما أصابهم».

أخرجه مسلم (١٧)، والنسائي في «الكبرى» (١٨)، عن علي بن حجر. فوقع لنا موافقة عالية.

وأخرجه مسلم -أيضًا- (١٩) عن قتيبة، ويحيى بن أيوب، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر. فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين، وعلى رواية النسائي بثلاث.

وله شاهد من حديث أبي هريرة في آخر «فوائد تمام» (٢٠)، بلفظه (٢١). وفيه رَاوٍ واهٍ (٢٢).

وآخر عن أبي كبشة عند أحمد (٢٣)، ولفظه: لما كان في غزوة تبوك تَسارع الناسُ إلى أهل الحجر، يدخلون عليهم، فنادَى رسول الله في الناس: «الصلاة جامعة»، فأتيته وهو يقول: «ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم»، الحديث. وسنده حسن.

والله أعلم.

آخر ٤١٨، وهو ٧٩٨، في ٢٢ الحجة، سنة ٨٤٦.

* * *


(١) «الأذكار» (ص ٢٨٤).
(٢) (٤٣٣).
(٣) (٤٤٢٠).
(٤) (٤٧٠٢).
(٥) (٣٣٨٠).
(٦) (٤٤١٩).
(٧) هو في رواية عبد الرزاق -أيضًا- كما سلف، لكن بتقديم وتأخير. وقد كان المؤلف أسقط هذا اللفظ من رواية عبد الرزاق، ثم ألحق في الحاشية.
(٨) وهو عند البخاري -أيضًا- عقب رواية ابن المبارك من حديث يونس، عن الزهري، مختصرًا.
(٩) كذا، وإنما أخرجه أحمد (٦٠٣٩) عن إسحاق بن عيسى، وهو ما ذكره المؤلف في «أطراف المسند» (٣/ ٤٢٠) -وعنه في «إتحاف المهرة» (٨/ ٥١٣) -.
(١٠) في «مستخرجه على البخاري»، ولم نقف عليه بعد، ولم أقف على من أسنده أو نقله عنه.
(١١) لعله في «غرائب مالك»، ولم نقف عليه.
(١٢) وهم: إسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، ومعن بن عيسى.
(١٣) أخرجه الجوهري في «مسند الموطأ» (ص ٤١٩) من طريق القعنبي، وقال: «وهذا عند ابن بكير، وابن برد، ومصعب الزبيري: في الموطأ، وعند القعنبي خارج الموطأ، وليس هو عند ابن وهب، ولا ابن القاسم». وقال الدارقطني في «أحاديث الموطأ» (ص ١٤٣): «القعنبي، وابن بكير، دون غيرهما، ورواه معن في غير الموطأ». وقال ابن عبد البر في «التقصي» (ص ٥٤٤): «هذا الحديث في الموطأ عند ابن بكير، ومصعب الزبيري، وسليمان بن برد، وهو عند القعنبي في الزيادات خارج الموطأ، وليس عند غيرهم في الموطأ». وقال الداني في الإيماء (٤/ ٤١٣): «عند ابن بكير، وابن برد، ومصعب الزبيري». والحديث ثابت في «الموطأ» برواية ابن بكير، وبرواية أبي مصعب الزهري (٢١١٩)، وبرواية محمد بن الحسن الشيباني (٩٦٧)، وبرواية سويد بن سعيد (٧٩٧).
(١٤) في المجلس (٤١٤): «نتائج الأفكار» (٥/ ١٥).
(١٥) «حديثه عن إسماعيل بن جعفر» (٣٣).
(١٦) في «نسخته» برواية ابن زنبور، ولم نقف عليها بهذه الرواية بعد.
(١٧) (٢٩٨٠).
(١٨) (١١٣٨٥).
(١٩) (٢٩٨٠).
(٢٠) (١٧٥٦).
(٢١) كذا، ولفظه: كان النبي إذا مرَّ بالحجر غطى وجهه، وأسرع السير، وقال: «لا تدخلوا على قومٍ غضب الله ﷿ عليهم، مخافة أن يصيبكم ما أصابهم».
(٢٢) في الأصل: «راوي واهي»، والوجه المثبت. والراوي هو عباد بن جويرية، انظر: «لسان الميزان» (٤/ ٣٨٦).
(٢٣) (١٨٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>