للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المجلس (٥٣٠): الأذكار المستحبة في الدفع من المشعر الحرام إلى منى.

المجلس ٥٣٠، وهو ٩١٠ من أمالي سيدنا شيخ الإسلام

قال :

وقد وجدت الحديث الأول بتمامه، بتغيير يسير، وإطلاق المحل:

قرأت على أم الحسن التنوخية -بدمشق-، عن أبي الفضل بن أبي طاهر، أنا إسماعيل النابلسي، أنا محمد بن أبي زيد، أنا محمود بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمد الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب (١)، ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكجي، قالا: ثنا حجاج بن منهال، ثنا همام بن يحيى، ثنا حجاج بن فُرافصة، حدثني رجل من أهل فدك، عن حذيفَة ، قال: بينما أنا أصلي، سمعت متكلمًا يقول: «اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، أهل أن تحمد أبدًا، إنك على كل شيء قدير. اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملًا زاكيًا تَرضى به عني. قال: فأتيت رسول الله ، فذكرت ذلك له. فقال: «ذاك ملك أتاك يعلمك كيف تحمد (٢) ربك».

قلت: رجاله موثقون، إلا هذا الفدكي، فما عرفت حاله ولا اسمه، فإن كان سمع من حذيفة فهو من كبار التابعين.

وقد أخرجه أحمد (٣) عن عفان، عن همام، فوقع لنا بدلًا عاليًا. ولم يقل في روايته: «من أهل فدك»، وقال في روايته: «صالحًا» بدل: «زاكيًا» (٤).

وقد أغفل من خرج رجال «المسند» ذكر هذا الفدكي (٥).

وروينا في «فوائد أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي» (٦): ثنا محمد بن غياث، ثنا سليمان بن معبد، قال: سمعت الأصمعي يقول: رأيت أعرابيًّا بمنى يقول: «اللهم إن ذنوبي لم تبق لي إلا رجاءك، وأنا أرجوك لما لا أستوجبه، وأسألك ما لا أستحقه».

قوله (٧): «فصل في الأذكار المستحبة في الدفع من المشعر الحرام إلى منى»، قال: «وشعاره التلبية، والأذكار، والدعاء، والإكثار من ذلك كله».

أخبرنا أبو العباس بن أبي بكر بن عبد الحميد الصالحي -في كتابه إلينا منها-، أنا محمد بن علي بن ساعد -في كتابه إلينا من مصر-، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا محمد بن إسماعيل الطرسوسي، أنا أبو نهشل عبد الصمد الأصبهاني، أنا محمد بن عبد الله الضبي، أنا الطبراني في «الكبير» (٨)، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا حَوْثَرة بن محمد، ثنا أبو أسامة، ثنا سعيد بن المرزبان، حدثني محمد بن عبيد الله الثقفي، قال: شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم، فسمعته يقول، فذكر حديثًا طويلًا، وفيه: «وكانوا إذا حجوا تفاخروا بالآباء، فأنزل الله ﷿: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: ٢٠٠]». وفي آخر الحديث: «ثم لبى، ولبى الناس».

وروينا في كتاب الفاكهي (٩) من طريق القاسم بن عثمان، عن أنس ، قال: «كانوا في الجاهلية يذكرون آباءهم، فيقول أحدهم: كان أبي يُطعم الطعام. ويقول الآخر: كان أبي يضرب بالسيف. ويقول الآخر: كان أبي يجُز النواصي. فنزلت».

وأخرج عبد بن حميد، والطبري (١٠) من طريق قتادة وغيره شواهد لذلك.

أخبرني الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر، أنا أبو الفضل بن الحموي، أنا أبو الحسن بن البخاري، أنا أبو الفتح الفُراوي -في كتابه-، أنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر بن الحسين الحافظ (١١)، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن سلمان الفقيه وأبو الحسن القرقوبي، قالا: ثنا محمد بن معاذ، ثنا القعنبي، حدثني أبي: مسلمة بن قعنب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة ، قال: كان عمر بن الخطاب يوضِع (١٢) في وادي محسر، ويقول:

«إليك يغدُو (١٣) قلقًا وضينها * مخالفًا دينَ النصارى دينُها»

هذا أثر غريب من هذا الوجه. وقد خالفه معمر وغَيره عن هشام في محل القول -كما تقدم بشواهده (١٤) -، وخولف القعنبي -أيضًا- في زيادة المسور في السند. والله أعلم.

آخر المجلس ٥٣٠ من تخريج أحاديث الأذكار، وهو ٩١٠ من الأمالي المصرية، و ٧ بدار الحديث الكاملية، رواية كاتبه أحمد بن أبي بكر بن محمد الخطيب الخزرجي، في ١٧ رجب، سنة ٨٤٩.

* * *


(١) «الدعاء» (١٧٤٦).
(٢) أشار إلى الحاشية هنا، وكتب فيها: «[تحـ]ـميد»، وهو ما وقع في مصدر المؤلف مكان: «كيف تحمد».
(٣) (٢٣٨٣٥).
(٤) كذا، والذي في «المسند»: «زاكيًا» كما في رواية الطبراني، وكذلك في «جامع المسانيد» لابن الجوزي (١٤٨٠)، و «غاية المقصد» للهيثمي (٤٦٠٩)، لكن وقع في «جامع المسانيد» لابن كثير (٢٣٧٨) كما ذكر المؤلف.
(٥) واستدركه المؤلف في «تعجيل المنفعة» (٢/ ٥٩٧).
(٦) لم أقف عليها، ولا ذكرها المؤلف في «مجمعه» و «معجمه». والحارثي متَّهم. والخبر بنحوه -لكن بجعله في عرفات- عند ابن دريد في «الأمالي» (٢٢٠/ التعليق) -ومن طريقه ابن الجوزي في «مثير العزم» (١٤١) - من طريق الأصمعي، وله إسناد آخر ينتهي إلى أنس دون تخصيص بمكان في «الفرج بعد الشدة» لابن أبي الدنيا (٦٧).
(٧) (ص ٣٣٠).
(٨) ليس فيما وصل إلينا بعدُ منه، ونقل أوله عن الطبراني: ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٢/ ٢١٨)، ونقل المتن فقط: الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٥٥٩٨)، وأغرب المؤلف في «العجاب» (١/ ٥١٤)، فعزا الحديث إلى الطبراني في «الدعاء»، وليس عنده فيه.
(٩) «أخبار مكة» (٢٤٧٧).
(١٠) «جامع البيان» (٣/ ٥٣٥ - ٥٣٨).
(١١) «السنن الكبير» (٩٦٠٣).
(١٢) في الحاشية مرموزًا له برمزها: «يوضع، أي: يسرع».
(١٣) بإعجام الياء، كما مرَّ في مواضع من المجلس الماضي برقم (٥٢٧).
(١٤) في المجلس الماضي برقم (٥٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>