فبالسند المذكور إلى أبي عبيد ثنا معاذ -هو ابن معاذ العنبري- عن عبد الله بن عون حدثني رجل من أهل الكوفة قال: صلى عبد الله بن مسعود ليلة، فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم بات هذه الليلة يردد هذه الآية حتى أصبح، قال ابن عون: بلغني أنها ﴿رب زدني علمًا﴾.
وهذا أيضًا موقوف فيه روايان لم يسميا.
وقد وقع لنا من وجه آخر بغير سياقه أخرجه ابن أبي داود بسند صحيح عن إبراهيم النخعي عن علقمة قال: صليت إلى جنب عبد الله فافتتح سورة (طه): فلما بلغ ﴿رب زدني علمًا﴾ قال: رب زدني علمًا، رب زدني علمًا.
وأما أثر أسماء ففيما:
قرأت على أبي العباس أحمد بن الحسن القدسي ﵀ عن محمد بن علي الدمياطي سماعًا قال: أنا أبو الفرج بن الصيقل، عن أبي المكارم التيمي، أنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر ﵄ وهي تصلي تقرأ هذه الآية: ﴿فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم﴾ ثم رجعت وهي بمكانها تكررها وهي في الصلاة.
هذا موقوف رجاله ثقات من رواة الصحيحين، لكن اختلف فيه على هشام، فأخرجه أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن أبي داود كلهم من طريق أبي معاوية عن هشام فقال: عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده عن أسماء، فذكر نحوه.