صحيحٌ «١» ، وخرَّجه أبو داود بمعناه، وقال:«ويُؤْمَنُ مِنْ فَتَّانِي القَبْرِ»«٢» ، وخرَّجه ابنُ ماجة بإسناد صحيح، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قَالَ:«مَنْ مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَجْرَى اللَّهُ عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وأجرى عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَأَمِنَ الفَتَّانَ، وَيَبْعَثُهُ اللَّهُ آمناً مِنَ الفَزَعَ»«٣» ، وروى مسلم والبخاريّ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، ومَا فِيهَا»«٤» . انتهى.
وجاء في فَضْل الرباطِ أحاديثُ كثيرةٌ يطُولُ ذكْرها.
قال صاحبُ «التَّذْكرة» : وروى أبيُّ بن كَعْب، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:«لَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان- أعظم أجرا من عبادة مائة سنة صِيَامِهَا، وقِيَامِهَا، وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ أَفْضَلُ عند الله وأعظم أجرا» ، أراه قال:
والرباط: هو الملازمةُ في سَبيلِ اللَّهِ أصلها مِنْ رَبَطَ الخَيْلَ، ثم سُمِّيَ كلُّ ملازمٍ لثَغْرٍ من ثُغُور الإسلام/ مرابطاً، فارساً كان أو راجلاً، واللفظةُ مأخوذةٌ من الرَّبْط، قلْتُ:
قال الشيخُ زيْنُ الدينِ العِرَاقِيُّ في «اختصاره لغريب القرآن» لأبي حَيَّان: معنى: رابطوا:
(١) أخرجه الترمذي (٤/ ١٦٥) ، كتاب «فضائل الجهاد» ، باب ما جاء في فضل من مات مرابطا، حديث (١٦٢١) ، وأبو داود (٢/ ١٢) ، كتاب «الجهاد» ، باب في فضل الرباط، حديث (٢٥٠٠) ، وأحمد (٦/ ٢٠، ٢٢) ، وسعيد بن منصور (٢/ ١٩٤) رقم (٢٤١٤) ، وابن حبان (١٦٢٤- موارد) ، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٣/ ١٠٢) ، والحاكم (٢/ ٧٢) ، والطبراني في «الكبير» (١٨/ ٣١١) رقم (٨٠٢) كلهم من طريق أبي هانىء الخولاني عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد به. وقال الترمذي: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرطِ مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصححه ابن حبان. (٢) ينظر الحديث السابق. [.....] (٣) أخرجه ابن ماجة (٢/ ٩٢٤) ، كتاب «الجهاد» ، باب فضل الرباط في سبيل الله، حديث (٢٧٦٧) . وقال البوصيري في «الزوائد» (٢/ ٣٩١) ، هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. (٤) تقدم تخريجه. (٥) أخرجه ابن ماجة (٢/ ٩٢٤- ٩٢٥) كتاب «الجهاد» ، باب فضل الرباط في سبيل الله، حديث (٢٧٦٨) . قال المنذري في «الترغيب» (٢/ ٢٠٣) : وآثار الوضع ظاهرة عليه. ولا عجب فراويه عمر بن صبح الخراساني. وقال البوصيري في «الزوائد» (٢/ ٣٩٢- ٣٩٣) : هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن يعلى وشيخه عمر بن صبح، ومكحول لم يدرك أبي بن كعب، ومع ذلك فهو مدلس.