وقوله تعالى: وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ خَتْمٌ للأمرِ، وقولٌ جَزْمٌ عِنْدَ فصلِ القَضَاءِ، أي: أن هذا المَلِكَ/ الحَاكِمَ العادلَ ينبغي أن يُحْمَدَ عِنْدَ نفوذِ حكمه وإكمال قضائِهِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَمِنْ هذه الآيةِ جُعِلَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ خَاتمةَ المجالِسِ والمُجْتَمَعَاتِ في الْعِلْمِ، قال قَتَادَةُ: فَتَحَ اللَّهُ أَوَّلَ الخَلَقِ بالحمد، فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ [الأنعام: ١] وخَتَمَ القيامَةَ بالحَمْدِ في هذه الآية «٢» .
قال ع «٣» : وَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَاتِحَةَ كتابهِ فَبِه يُبْدَأ كلُّ أمْرٍ وَبِه يُخْتَمُ، وحَمْدُ اللَّهِ تعالى وتقديسُهُ ينبغي أن يكونَ مِن المؤمنِ كما قيل:[الطويل]
وَآخِرُ شَيْءٍ أَنْتَ في كُلِّ ضَجْعَةٍ ... وَأَوَّلُ شَيْءٍ أنت عند هبوبي «٤»
(١) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٤٤) . (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١/ ٣٦) برقم: (٣٠٢٦٤) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٤٤) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٦٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٦٤٢) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر. (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٥٤٤) . (٤) ينظر: المصدر السابق (٤/ ٥٤٤) .