قرّبننا من خير من وطئ الحَصَى «١» ... فَلَهَا عَلَيْنَا حُرْمَةٌ وَذِمَامُ
وحُكِيَ عن بعض المشايِخِ أنه حجَّ ماشياً، فقيل له في ذلك، فقال: العَبْدُ الآبِقُ يأتي إلى بيت مولاه راكباً؟ لو قَدْرَتُ أَنْ أَمْشِيَ على رأسِي، ما مَشَيْتُ على قدَمي.
وقوله سبحانه: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ، أي: يرشدُونَ أنفسهم، وهذا الكلامُ يحتملُ أنْ يريد به وصْفَ المؤمنين منهم، على عهد موسى، وما والاَهُ مِنَ الزمَنِ، فأخبر سبحانه، أنه كان في بني إسرائيل على عتوِّهم وخلافِهِمْ مِنَ اهتدى واتقى وعَدَلَ، ويحتمل أنْ يريد الجماعةَ التي آمَنَتْ بنبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم من بني إسرائيل، على جهة الاستجلاب لإيمان جميعهم، وقوله: أَسْباطاً: بَدلٌ من اثْنَتَيْ، والتمييزُ الذي بَيْنَ العَدَدَ محذوفٌ تقديره: اثنتي عَشْرَةَ فرقةً أو قِطْعَةً أسباطاً.
فلا يركبها بعد ذلك رجل، ولا يوضع على ظهرها شيء، بل تترك سارحة منعمة في مرعاها. [.....] (١) روي البيت في «الشفا» «.... من وطىء الثرى» . وخير من وطىء الثرى: النبي، فهو خير الناس، والحرمة: الحق الذي يلزم احترامه، والذمام: ما يلزم احترامه، أو جمع ذمة، وهي العهد، وما يجب الوفاء به. (٢) العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء. ينظر: «لسان العرب» (٢٨٨٣) . (٣) الأنام: الخلق، خصّ بالآيات: القرآن، أو جميع المعجزات. (٤) الشعر للقاضي عياض، ينظر الأبيات في: «الشفا» (٦٢٣) ، و «نسيم الرياض» (٣/ ٤٨٨) ، وقال القاري: (٢/ ١٠٢) : قال الحلبي: الذي يظهر أن هنا الشعر من قول عياض رحمه الله. (٥) اللوعة: شدة الحب وحرقته، والصبابة: رقة الشوق.