وفي البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:«لا يتمنين أحدٌ الموت أما محسنًا فلعله يزداد وأما مسيئًا فلعله يستعتب».
وعند مسلم من وجه آخر عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا».
وعند البزار من حديث جابر عن النبي ﷺ قال:«لا تمنون الموت، فإن هول المطلع شديدٌ، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد حتى يرزقه الله الإنابة».
وورد الدعاء المذكور مجردًا عن التمني في حديث عمار.
أخرجه النسائي من رواية قيس بن عبادٍ -بضم المهملة وتخفيف الموحدة- قال: صلى بنا عمار بن ياسر ﵄، ثم قال: لقد دعوت فيها بما سمعت رسول الله ﷺ يدعو به: «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي».
وأما ما ذكره الشيخ من الاستثناء فقد ورد عن عمر فيما أخرجه مالك في الموطأ أن عمر ﵁ لما قفل من الحج قال: اللهم ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مقصر، فما انسلخ الشهر حتى قبض. /
فهذا أصل في جواز تمني الموت لمن خشي على نقص في دينه، والله أعلم.
آخر المجلس السابع والأربعين بعد الثلاثمئة من التخريج، وهو السابع والعشرون بعد السبعمئة من الأمالي المصرية بالبيبرسية رواية كاتبه إبراهيم بن عمر البقاعي لطف الله به.