ولم يخرجه البخاري من رواية هشام بن عروة لاختلاف وقع فيه عليه في صحابيه كما سأبينه.
قوله (وروينا في كتاب ابن السني عن عائشة ﵂، قالت: قال رسول الله ﷺ: «من وجد من هذا الوسواس فليقل آمنا بالله وبرسله ثلاثًا، فإن ذلك يذهب عنه».
قلت: أخرجه من وجهين مطولًا ومختصرًا.
فالمختصر هذا اللفظ، وهو من رواية عبيد بن واقد القيسي، عن ليث -وهو ابن أبي سليم- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وليث ضعيف، والراوي عنه أضعف منه.
والمطول فيما أخبرني أبو المعالي الأزهري بالسند المذكور آنفًا إلى الإمام أحمد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل -يعني ابن أبي فدك- قال: حدثنا الضحاك بن عثمان (ح).
وقرأته عاليًا على فاطمة بنت محمد المقدسية، عن محمد بن أحمد بن الزراد، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل خطيب مردا، قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعيد الخير، قالت: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح -واللفظ له- كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ﵂، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السموات؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا كان ذلك فليقل آمنت بالله وبرسله».