وقد ترجم البخاري في فضائل القرآن باب: من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا، ثم ذكر حديث أبي مسعود:«من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه» وحديث عمر سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان .. .. الحديث.
وكأنه أشار إلى أن النهي لم يثبت، فيجوز كل من الأمرين.
وقد ثبت اللفظ الآخر من كلام النبي ﷺ، وذلك في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي من طريق بريد الفارسي عن ابن عباس ﵄ قال: قلت لعثمان ﵁ ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، فذكر الحديث بطوله، وفيه قول عثمان: إن رسول الله ﷺ كانت تنزل عليه الآية فيقول: «ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا».
وقد وجدت الحديث أنس في كتاب فضائل القرآن لخلف كما أوردته.
وأخرج فيه عن حزم بن أبي حزم قال: سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن نبي الله ﷺ قال: «تدرون أي القرآن أعظم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «السورة التي يذكر فيها البقرة».
وقد أخرج الشيخان في صحيحهما من طريق الأعمش قال: سمعت الحجاج بن يوسف يقول: لا تقولوا سورة البقرة، ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة، وفيه رد إبراهيم النخعي عليه بحديث ابن مسعود: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
قال الشيخ عماد الدين بن كثير: استقر الأمر في المصاحف والتفاسير على استعمال هذا اللفظ مثل سورة البقرة وغيرها. /
قلت: رأيت في بعض التفاسير استعمال اللفظ الثاني كتفسير الكلبي وعبد الرزاق وأبي محمد بن أبي حاتم، والأكثر على الأول، والله أعلم.