شعبة، عن الحكم قال: أرسل إلي مجاهد وعبدة بن أبي لبابة: إنا نريد أن نختم القرآن، وكان يقال: إن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن.
هذا موقوف صحيح، أخرجه ابن أبي داود من وجه آخر، عن شعبة.
وكأن مجاهدًا وعبدة ذكرا الأثرين معًا، فحفظ بعض ما لم يحفظ بعض عن الحكم، وحدث الحكم بهذا مرة وبهذا مرة.
وقد وافق جريرًا عن منصور سفيان الثوري.
قوله:(وروى بإسناده الصحيح عن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن، ويقولون تنزل الرحمة).
قلت: أخرجه من رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن منصور عن الحكم، عن مجاهد بهذا، ومن رواية أبي نعيم، عن الثوري بهذا السند، عن مجاهد، قال: بلغني أن الرحمة تنزل عند ختم القرآن. والسندان كلاهما على شرط الصحيح.
قوله:(فصل: ويستحب الدعاء عند ختم القرآن .. .. إلى آخره).
وبالسند المشار إليه إلى الدارمي، ثنا عمرو بن حماد، ثنا قزعة بن سويد، عن حميد الأعرج قال: من قرأ القرآن ثم دعا أمن على دعائه أربع آلاف ملك.
هذا أثر منقطع، وسنده ضعيف من أجل قزعة وحميد، ويغني عنه أثر مجاهد وعبدة المذكورين في الفصل الذي قبله، وسبق قبل ذلك أثر ابن مسعود، والحديث المرفوع عن العرباض، وغير ذلك.
وقد وجدت مثل حديث العرباض حديثًا لأنس أخرجه أبو نعيم في ترجمة مسعر من الحلية وسنده ضعيف أيضًا.