قوله:(وفي رواية خيرًا تلقاه وشرًا توقاه، وخير لنا هو شر على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين).
قلت: هذا يوهم أنه والذي قبله حديث واحد اختلف رواته، وليس كذلك، بل هما حديثان مختلفان في السند، والمتن، ومحل القص.
أخبرنا المسند أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن عبد الحميد المقدسي في كتابه من صالحية دمشق، أنا محمد بن علي بن ساعد في كتابه من مصر، وهو آخر من حدث عنه، أنا يوسف بن خليل الحافظ سماعًا عليه بحلب، أنا محمد بن أبي زيد الكراني بأصبهان، أنا محمود بن إسماعيل الأشقر، أنا أحمد بن محمد بن فاذشاه، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا أحمد بن النضر العسكري وجعفر بن محمد الفريابي، قالا: ثنا الوليد بن عبد الملك الحراني، ثنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن أبي مشجعة الجهني، عن ابن زمل الجهني ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ إذا صلى الصبح قال وهو ثانٍ رجله: «سبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان توابًا» سبعين مرة ثم يقول: «سبعين بسبعمئة، ولا خير فيمن كانت ذنوبه في يومٍ أكثر من سبعمئة» ثم ينفتل للناس بوجهه، وكانت تعجبه الرؤيا فيقول:«هل رأى منكم شيئًا؟» قال ابن زمل: فقلت: أنا يا رسول الله، قال:«خيرًا تلقاه وشرًا توقاه، وخيرٌ لنا وشرٌ لأعدائنا، والحمد لله رب العالمين، اقصص رؤياك» فقلت: رأيت كأن جميع الناس في طريق رحب، فذكر الحديث بطوله.
هذا حديث غريب، أخرجه ابن السني مختصرًا عن أحمد بن خالد بن