وقد وقع لي من وجه آخر بسند حسن إلى أم سلمة دون التقييد بالمحل.
أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، عن أبي بكر الدشتي، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا خليل بن بدر، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا أبو محمد بن فارس، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا أبو كعب، عن شهر بن حوشب، قال: دخلت على أم سلمة ﵂، فقلت: أخبريني بأكثر ما كان يدعو به النبي ﷺ، قالت: كان أكثر ما كان يدعو به: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» فقلت: يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا، فقال:«إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن».
وقرأته أتم من هذا على الشيخ أبي إسحاق التنوخي، عن أبي العباس بن الشحنة سماعًا، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا ابن المظفر، أنا ابن حمويه، أنا ابن خزيم، ثنا عبد بن حميد، ثنا أحمد بن يونس، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة ﵂ تحدث فذكر نحوه. وزاد في آخره:«فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمةً إنه هو الوهاب».
هذا حديث حسن.
أما الطريق الأولى فأخرجها الترمذي عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن معاذ، عن أبي كعب صاحب الحرير، واسمه عبد ربه بن عبيد، وهو بصري ثقة.