للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلا شك، و «شرح المهذب» عندي بخط النووي.

وأما «المطلب» فإنه بعد «الكفاية» بسنين كثيرة.

وأما الوالد فإنه في كلّ بابٍ قد عيّن تاريخه، والقطعة التي عملها في شرح المهذب هي المعتمدة على نظيرها من «شرح المنهاج» فاعرفه.

وأما «تحقيق المذهب» للنووي فأظنُّه من أواخر مصنفاته، وقد يقع له ترجيح في غير الكتب المذهبية مخالف لما فيها ك- «الرياض» و «الأذكار» و «التبيان»، والنَّفْسُ إلى ما يقوله في الكتب المذهبية أَمْيَلُ.

فهذا شأن ما عُرِف تاريخه.

والوجه الثاني: أن لا يُعلم المتأخر، فهذا هو الذي يحتاج الحال إلى الترجيح فيه، وحسبك هنا (١) أن تحفظ لسانك استعمالا للأدب، وأن تعلم أنه لا لوم فيه على أحد، بل هو دليل على قوة النظر، وكمال الدين، أما قوة النظر فلاختلافه باختلاف الأوقات، وأما كمال الدين فلعدم المبالاة عند ظهور الحق بإظهاره وإن كان تقدَّم خلافه.

وهذا بعينه قيل في القولين للشافعي، فمن لامهما في هذا فهو الملام، ومن أين يعرف العوام أغوار الأعلام، فقد يترجح اليوم ما كان الراجح في النظر أمس خلافه، وذلك كثير جدا، وقد لا يتبيَّن ترجيح ألبتة ثم يتبيَّن، وهذا أيضًا موجود كثيرا.

مثاله: قال الرافعي في فصل الكناية في «الطلاق» في الفروع المنقولة


(١) في ك، ق: (وحظك هناك).

<<  <   >  >>