في زمان القاضي أبي الطيب والماوردي ببغداد: أمر الخليفة أن يزاد في ألقاب جلال الدولة ابن بويه شاهنشاه، فأفتى (١) الماوردي بتحريمه، واحتج بحديث:«أخنع اسم عند الله يوم القيامة: رجل تسمى ملك الأملاك»(٢)، وأفتى القاضي أبو الطيب بالحل؛ لأن المقصود ملوك زمانه (٣).
[حادثة]
في زمان القاضي أبي الطيب بمدينة عمان: رجل حلف بالثلاث ليحجن (٤) هذه السنة، فأفتاه بعض الأصحاب تفريعا على السريجية أن يقول:"إن حنثت في يميني فأنت طالق قبل ذلك ثلاثا"، ثم لا تطلق وإن لم يحج، وخالفه بعضهم وفرق بينها وبين السريجية بأن يمينه انعقدت على الحج، فلا يملك حلها.
وصوب القاضي أبو الطيب الأول، وضعف الفرق بأن التعليق يسقط بصفة تقطعه، كما إذا قال: إذا جاء رأس الشهر فأنت طالق، فإنه يقدر على إسقاط ذلك بأن يقول: أنت طالق قبل مجيء الشهر بيوم، وقد حكى الروياني الحادثة في «البحر» وصوب القاضي أبا الطيب، والأمر كما قال (٥).
[حادثة]
في زمن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي (٦)، بإسفرايين، مدينة بين المدينتين
(١) في ز، ص: (قال: فأفتى). (٢) رواه البخاري (٦٢٠٦)، ومسلم (٢١٤٣). (٣) انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: (٥/ ٢٧١). (٤) في ظ ١، ظ ٢: (ليحج)، وساقط من م، س، والمثبت من بقية النسخ. (٥) انظر: بحر المذهب: (١٠/ ٩٦). (٦) قوله: (في زمن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي) زيادة من ز.