للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني فكرة الكتاب وموضوعه]

صنف ابن السبكي أوَّلاً كتاب «التوشيح»، وضمنه تصحيحاً واستدراكاً وتعقبا على ما وقع في «التنبيه» للشيرازي، و «تصحيحه» للنووي، مع ضم ما وقع من ذلك الجنس في «المنهاج» للنووي، ولهذا سمى «التوشيح» في خطبة «الترشيح» بـ (توشيح التصحيح وحجاج المنهاج).

وكان من منهجه في «التوشيح» أن ينبه على ما صححه والده التقي السبكي مخالفًا للشيخين: الرافعي والنووي (١).

وكان ذكره لترجيحات والده مقصورًا على مسائل «التنبيه» و «المنهاج» التي وقع فيها اختلاف في الترجيح بين الرافعي والنووي والتقي السبكي.

ثم أراد بهذا التصنيف الذي هو «ترشيح على التوشيح» أن يجمع فقة أبيه من خلال ثلاثة أشياء: بيان مخالفته للشيخين أو أحدهما، وبيان ما صححه مما حكى فيه الشيخان أو النووي الخلاف مرسلًا، وبيان ما رجحه واختاره اجتهاداً خارجا عن المذهب.

يقول ابن السبكي في خطبة «الترشيح» مبينا هذا المقصد بيانا شافياً:

«ثم الداعي إلى كتابة هذه الأوراق التي سميتها: (ترشيح التوشيح وترجيح


(١) انظر: التوشيح (١/ ٤٢، ٤٣، ٧٢، ٧٣)، (٣/ ٥٩٣، ٥٩٦).

<<  <   >  >>