للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل له: "إغسل به ثوبك (١).

[حادثة]

في زمان القاضي الحُسَين بمروروذ، مدينة على وادي مرو، بينها وبينها أربعون فرسخاً، كان القاضي الحُسَين وتلميذه البَغَوي مُقيمين بها: ورجل (٢) قال: "كلُّ امرأة لي غيرك طالق"، ولا امرأة له سواها، قال لنا الشيخ الإمام: «إستفتي القاضي الحُسَين فيها فقال: إن قاله على سبيل الشرط، أي: على جعل "غير" صفةً لم يقع، وإلا فيقع؛ لأنه إستثناء مُستغرق»، وقال المعلِّق عنه: ينبغي أن لا يقع مُطلقاً.

قال الشيخ الإمام: «وهو الذي استقر عليه رأيي، وليس هذا مُستغرقاً، إنما المستغرق ما اتحد فيه مدلول المستثنى والمستثنى منه لفظاً، أو رُفِعَ حكماً بعد ثبوته، فبذلك يتهافت الكلام ويبطل، بخلاف ما نحن فيه، فإنَّ الكلام غير متهافت» (٣).

قلت: ووجدتُ ذلك في الفروع المنشورة آخِرَ «باب الأيمان» من «الكافي» للخوارزمي في رجل أجلَسَ (٤) زوجته في المقابر وقال: "كلُّ امرأة لي سوى التي في المقابر طالق" موهماً بقوله: "في المقابر" أن زوجته ماتت.

ولا فرق بين "سوى" و "غير" هنا، ولكن الذي ذكره القاضي الحُسَين هو


= (الفعل، بخلاف المدرسة).
(١) انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: (٩٠، ٥/ ٩١).
(٢) في ز، ك، ص، ق: (رجل) بلا واو.
(٣) انظر: نهاية المطلب: (١٤/ ٥٣)، الأشباه والنظائر للسبكي: (٢/ ٢٢٢).
(٤) قوله: (أجلس) زيادة من ز، ك، ص، ق.

<<  <   >  >>