للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسين»، وهو غلط بحسب نسخة وقعت للشيخ الإمام ، وإنما نقل ذلك القاضي في «التعليقة» عن أبي حنيفة، ووقع في «الروضة» كما وقع في «شرح المنهاج» (١)، وهو أيضاً غلط ليس في «الرافعي»، أوقعه فيه ظنُّه أنَّ قولَ الرافعي: «وعلى هذا الخلاف استئجار الوالد ولده» إشارة إلى خلاف في المذهب، وإنما هو إشارة إلى خلاف أبي حنيفة، فليتأمل.

وربما وقع نظر الناظر على أول كلام رجل ولم يتأمل آخره، كنقل الرافعي عن «الحلية» في مسألة: "بع من رأيت من عبيدي"، فإن النووي قال: «إن أراد به «حلية الروياني» فغلط» (٢)، وليس بغلط، بل المراد «حلية الروياني»، والأمر كما نقل الرافعي، وعُذر النووي أنه لم ينظر آخر كلام الروياني.

وقد وقع للشيخ برهان الدين بن الفركاح مثل هذا، فقال - وقد ذكر نقل الرافعي عن التهذيب أنَّ سجود التلاوة يُسَنُّ للمستمع وإن كان القارئ في الصلاة: «إنَّ هذا ليس في «التهذيب»»، وذكر عبارة هي في أول لفظ «التهذيب» في المسألة، ولو تأمل آخره لوجد ما نقله الرافعي (٣).

ونظير هذا: تكلَّم الإمام فخر الدين في سورة حم المؤمن على قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [غافر: ١٧] على تفسير الكسب، فذكر أنه سلامة الأعضاء … إلى آخره (٤)، فرَدَّ عليه الوالد في «تفسيره» وقال: «لم يفسّر


(١) انظر: روضة الطالبين: (٥/ ١٨٦).
(٢) انظر: الشرح الكبير: (٥/ ٢١٣)، روضة الطالبين: (٤/ ٢٩٦).
(٣) انظر: التهذيب: (٢/ ١٨٠)، الشرح الكبير: (٢/ ١٠٥).
(٤) انظر: تفسير الرازي: (٢٧/ ٥٠١). وقد علق ابن قاضي شهبة في حاشية ز: (قال الأذرعي: اعلم أن الإمام فخر الدين إنما كتب في التفسير إلى الروم أو العنكبوت، وإنما أكمله تلميذه=

<<  <   >  >>