- ثم عقد الباب الثالث باب مذهب الشيخ الإمام (٢)، وقال فيه:«هذا الباب معقودٌ للمسائل التي اجتهد فيها لنفسه، وخرج بها عن مذهب الشافعي، وإن كان ربما وافق في بعضها قولاً، أو وجهًا ضعيفًا في المذهب، وهذا الباب - وإن عظمت فائدته - فجدواه بالنسبة إلى الشافعية ليست كالبابين قبله؛ فإنَّ الآخذ برأي الشيخ الإمام في هذه المسائل مقلِّدٌ له لا للشافعي»(٣).
ثم بعد أن فَرَغَ من ذكر اختياراته الفقهية قال:«فهذا ما يحضرني من مذهب الشيخ الإمام في الفروع، ولعلي تركتُ شيئًا كثيرًا، ومن مقالاته في أصول الديانات … »(٤).
ثم ذَكَرَ ما أغرب به تفسيرًا، وحديثًا، وأصولاً، ونحوًا، ومنطقًا، وبلاغة، وتواريخ، ومغازي، وسِيَرًا، وأنسابًا (٥)، وقال:«ولا مطمع في استيعاب مذاهبه في أصناف العلوم، ومن أحاط علمًا بما في هذا «الترشيح»، وحصل على ترجمة الشيخ الإمام من كتابنا «الطبقات الكبرى» أحاط بعلم كثير من علوم الشيخ الإمام وفوائده … «واعلم أنَّ ما دار بيني وبين الشيخ الإمام من البحث، وما سمعته منه من الفوائد في أصناف العلوم لا سبيل لي إلى حصره لكثرته، فقد كان بيني وبينه من ذلك صباحاً ومساءً، ليلا ونهارًا، نومًا ويقظةً، سفرًا وحضرًا، صحةً ومرضًا،
(١) انظر (ص/ ٧٣٤، ٧٣٥). (٢) انظر (ص/ ٧٦٨). (٣) انظر (ص/ ٧٦٩). (٤) انظر (ص/ ٨٠٣، ٨٠٤). (٥) انظر (ص/ ٨٠٦).