وأما حديث:«صلوا كما رأيتموني أصلي» فأخرجه البخاري من حديث مالك بن الحويرث، وتقدم القول فيه.
قوله:(واعلم أن الأكمل في السلام أن يقول عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله، ولا يستحب أن يقول معه: وبركاته، كأنه [لأنه] خلاف المشهور عن النبي ﷺ، وإن كان قد جاء في رواية لأبي داود).
قلت: بل جاء في رواية أخرى.
والأحاديث المشهورة إنما هي في مطلق التسليمتين، فقد اجتمع لنا من ذلك عن نحو العشرين من الصحابة كما في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص وعن ابن مسعود ﵄ وسائرها في السنن والمسند وغيرها.
وأما خصوص الكيفية المذكورة ففيما:
قرأت على العماد أبي بكر بن العز، عن أبي عبد الله بن الزراد بالسند الماضي قريبًا إلى أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا جدي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيدي، وأبو هاشم زياد بن أيوب، قالا: ثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص -هو عوف بن مالك-، عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله حتى نرى بياض خده منهما.