قلت: ومن الآثار الواردة في أذكار الطواف ما أخرجه الفاكهي في كتاب مكة من طريق سعيد بن مسلمة، عن عبد الله بن أوفى، أن أبا بكر الصديق ﵁ كان يطوف بالبيت وهو يقول:
يا حبذا مكة من واد … بها أرضي بها وعوداي
قال: فمر به رسول الله ﷺ فوضع يديه على منكبيه، فقال:«الله أكبر الله أكبر».
فقال أبو بكر: الله أكبر الله أكبر.
قلت: هذا سند مرسل أو معضل، ما أعرفه إلا من هذا الوجه.
وقرأت على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الفتح، عن فاطمة بنت أبي الحسن سماعًا، قالت: أخبرنا أبو القاسم المستملي، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، وسويد بن سعيد، فرقهما، واللفظ ليحيى، قالا: حدثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: رأيت عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت، وهو يحدو، عليه خفان، فقال له عمر ﵁: ما أدري أيهما أعجب حداؤك حول البيت، أو طوافك في خفيك؟ قال: قد فعلت هذا على عهد من هو خير منك، رسول الله ﷺ فلم يعب ذلك علي.
قلت: هذا حديث غريب، ورواته معروفون بالصدق، لكن عاصم ضعيف من قبل حفظه، وسويد من شيوخ مسلم في المتابعات، وقد ضعف هو ورفيقه.
وقد خالفهما شيخنا أحمد، وهما حافظان في سياقه، فجعلا الحادي غير عبد الرحمن، وأن ذلك كان ليلًا في غير الطواف، وأن الذي اختص