قلت: بل ثبت ذلك في مسلم أيضًا، وسبب خفاء ذلك على الشيخ أن مسلمًا جمع طرق الحديث كعادته، فساقها في كتاب الصلاة، وأفرد طريقًا منها في كتاب الطهارة، وهي التي وقع عنده فيها التصريح بالنظر إلى السماء، ووقع ذلك أيضًا في طريقين آخرين مما ساقه في كتاب الصلاة، لكنه اقتصر في كل منهما على بعض المتن، فلم يقع عنده فيهما التصريح بهذه اللفظة، وهي في نفس الأمر عنده فيها.
وأما البخاري فلم يقع عنه التقييد بكون ذلك عند الخروج من البيت، وليس في شيء من الطرق الثلاثة التي أشرت إليها التصريح بالقراءة إلى آخر السورة، وإنما ورد ذلك في طرق أخرى ليس فيها النظر إلى السماء، لكن الحديث في نفس الأمر واحد، فذكر بعض الرواة مالم يذكر بعض.
أخبرني الشيخ المسند أبو الفرج بن الغزي، أنا أبو الحسن بن قريش، أنا أبو الفرج بن عبد المنعم، قال: كتب إلينا أبو الحسن بن الجمال، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن عمران، ثنا أبو زرعة (ح).
وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي، أنا أحمد بن محمد بن أبي الفرج، أنا أبو الفرج بن الصيقل، أنا أبو محمد بن أبي المجد، أنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا أبو نعيم -هو الفضل بن دكين- ثنا إسماعيل بن مسلم، ثنا أبو المتوكل، أن ابن عباس ﵄ حدثه أنه بات في بيت النبي ﷺ، فقام نبي الله ﷺ من الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآية في آل عمران: ﴿إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار﴾ حتى بلغ ﴿فقنا عذاب النار﴾ ثم رجع إلى البيت، فتسوك وتوضأ ثم صلى [ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر