متعقبًا على النووي، هم معروفون، لكن فيهم راو معروف بالضعف الشديد، وهو إبراهيم بن البراء، فقد ذكره في الضعفاء العقيلي وابن عدي وابن حبان وغيرهم، وقالوا: إنه كان يحدث بالأباطيل عن الثقات، زاد ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه.
قال شيخنا: فعلى هذا فالحديث ساقط، والثابت عن النبي [رسول الله]ﷺ أنه كان إذا دعا دعا ثلاثًا.
قلت: أخرجه البخاري من حديث أنس.
قال شيخنا: وما ذكره قبل هذا من أنه يمضي لما ينشرح له صدره، كأنه اعتمد فيه على هذا الحديث، وليس بعمدة.
وقد أفتى ابن عبد السلام بخلافه، فقال: لا يتقيد بعد الاستخارة، بل مهما فعله فالخير فيه.
ويؤيده ما وقع في آخر حديث ابن مسعود في بعض طرقه «ثم يعزم».
قلت: قد بينتها فيما مضى، وأن راويها ضعيف، لكنه أصلح حالًا من راوي هذا الحديث.
وقال شيخنا: كذلك تعيين السورتين في ركعتي الاستخارة لم أره في شيء من طرق الحديث. لكن سبق إليه الغزالي في الإحياء، وكأن مناسبة كونهما سورتي الإخلاص، فلو قرأ ما وقع فيه ذكر الخيرة كآية القصص وآية الأحزاب لكان حسنًا.
قوله (باب دعاء الكرب -إلى أن قال- روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس) إلى آخره.