والثاني: يحيى بن عبد الحميد، قالا: ثنا إسماعيل بن عياش، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أوى إلى فراشه طاهرًا فذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعةً من الليل يسأل الله شيئًا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه».
أخرجه ابن السني من رواية إبراهيم بن العلاء، عن إسماعيل بن عياش.
وروايته عن الحجازيين ضعيفة، وهذا منها، واسم شيخه عبد الله بن عبد الرحمن، وهو مكي، وشهر فيه مقال.
واختلف عليه في سنده، فأخرجه النسائي في الكبرى من طريق عاصم بن بهدلة من رواية زيد بن أبي أنيسة عنه، عن شمر بن عطية -بكسر الشين المعجمة وسكون الميم- عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من توضأ فأحسن الوضوء ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه».
فقال أبو ظبية: وأنا سمعت عمرو بن عبسة بهذا، وسمعته يقول: سمعت رسول الله ﷺ: «من باب على ذكر الله تعالى لم يتعار ساعةً من الليلة يسأل الله فيها شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلا آتاه إياه».
فعلم بهذا أن حديث شهر عن أبي أمامة إنما هو في الوضوء، وأما حديثه في الذكر عند النوم فإنما هو عن أبي ظبية -وهو بفتح المعجمة وسكون الموحدة بعدها مثناة من تحت- وقاله بعضهم بالمهملة وتأخير الموحدة، وجزم الإمام أحمد بأنه تصحيف.