للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوسطيين؛ لأنَّ الاتحاد ليس بشرط في وقوع اسم الوسطى (١)، وقال النووي (٢): «كلا الوجهين ضعيف، والمختار ثالث، وهو طلاق واحدة من الوسطيين يُعَيِّنُها الزوج؛ لأنَّ موضوع الوسطى لواحدة».

قلت: وهو ما حكاه في باب الكتابة تبعا للرافعي عن ابن الصباغ وغيره فيما إذا قال السيد: «ضَعُوا عن المكاتب أوسَط النجوم»، وهي مستوية في القدر والأجل، وكان العدد شفعاً، وهناك قال الرافعي: «يجوز أن يقال: الأوسط كلاهما فيوضعان»، وكأنه أُنسي ما حكاه عن البوشنجي، وإلا لذكره (٣).

وفي الفرع كلامان:

أحدهما: أنَّ الوسطى إن كان لواحدة فما هناك وسطيان، فكيف يقال: يُعَيِّنُ ولا وسطى؟! لأنَّ المعقول من الوسطى من يستوي جانباها فلا يزيد ما عن (٤) يمينها على ما عن يسارها، فلا يتجه غيرُ أحد وجهي البوشنجي.

والثاني: أنَّ العبارة عن هذا الفرع غير مهذبة؛ لأنَّ المراد به تطليق الجالسة معترضةً بين النساء يستوي جانباها، والتعبير عن هذه بالوسطى غير سديد، فإنَّ الوسطى تأنيث الأوسط، وهو خِيارُ الشيء وأعدله، كما قال تعالى: ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾ [القلم: ٢٨]، وقال أعرابي يمدح سيدنا رسول الله :

يَا أَوْسَطَ النَّاسِ طُرًّا فِي مَفَاخِرِهِمْ … وَأَكْرَمَ النَّاسِ أُمَّا بَرَّةً (٥) وَأَبَا


(١) انظر: الشرح الكبير: (٩/ ٥٨).
(٢) انظر: روضة الطالبين: (٨/ ١١٤).
(٣) انظر: الشرح الكبير: (١٣/ ٥٤٣)، روضة الطالبين: (١٢/ ٢٧٧).
(٤) في ظ ١، ظ ٢: (في) في الموضعين، والمثبت من بقية النسخ.
(٥) في ظ ١، ظ ٢: (مرَّةً)، والمثبت من بقية النسخ.

<<  <   >  >>