لكن ابن حجر ذهب في الإصابة إلى المغايرة بين هلال أحد بني متعان، وبين هلال بن سعد، فقال في ترجمة هلال أحد بني متعان (٦/ ٤٣٠): «له حديث في العسل. فرق أبو موسى بينه وبين هلال بن سعد. وقال صاحب التجريد قيل إنهما واحد»، ثم ذكر حديث أبي داود، ثم قال: «قلت: وهذه القصة مغايرة لقصة هلال بن سعد من عدة أوجه، فالظاهر المغايرة».
ولا تثبت هذه الرواية؛ لأجل جهالة صالح بن دينار هذا، والله أعلم.
• وقد روي نحو هذه القصة من وجه آخر فيه اختلاف:
رواه ابن جريج، قال: كتبت إلى إبراهيم بن ميسرة أسأله عن ذلك، فكتب إلي: جاءني كتابك في المتاجر، وقد قدم منهم رجلان بكتاب إلى عثمان بن محمد، يزعمون أنه من النبي ﷺ دارس، قد أمر عثمان فجُدّد لهم، في إحياء بعض شعاب أهل تهامة، قال: حسبت أنه قال: لقيس أو سنبلة، وقد ذكر حسبت؛ أنه قدم صاحب لهم على النبي ﷺ بسقاءين أحدهما صدقة، وأحدهما هدية، فقبل الهدية، وأمر بالصدقة من يقبضها.
وقد ذكر لي بعض من لا أتهم من أهلي: أن قد تذاكر هو وعروة بن محمد السعدي بالشام، فزعم عروة أنه كتب إلى عمر يسأله عن صدقة العسل، فزعم عروة أنه كتب إليه: إنا قد وجدنا بيان صدقة العسل بأرض الطائف، فخذ منه العشور.
أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٦٢/ ٦٩٦٨) (٤/ ٣٧٢/ ٧١٨٦ - ط التأصيل)، والطحاوي في أحكام القرآن (٧١٢). [المسند المصنف (٣٥/ ١٤١/ ١٦٨٠٨)].
قلت: وهذا مرسل، وفي إسناده من لم يسم، ولا تقوم بمثله حجة.
• وروى علي بن الحسين [ابن شقيق: مروزي، ثقة حافظ]، عن ابن المبارك ثقة حجة، أثبت الناس في معمر بن راشد، عن معمر [ثقة ثبت، لم يدرك عمر بن عبد العزيز]؛ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عروة بن محمد أن لا تأخذ من العسل شيئاً، إلا أن يكون عمر بن الخطاب أخذ منه، فسأل عروة عن ذلك فلم يجد، فتركه فلم يأخذ منه شيئاً.
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (٢٠٢٣).
وهذا أيضاً مرسل، ولا يثبت شيء من هذه الآثار؛ سوى ما تقدم ذكره في عدم أخذ عمر بن عبد العزيز الزكاة من العسل، ويأتي ذكره مفصلاً.
• وأما قصة عمر؛ فقد رويت أيضاً من وجوه أخرى؛ لكنها مرسلة:
• روى داود بن قيس [الفراء: مدني، ثقة]، عن محمد بن عجلان [مدني، ثقة، من الخامسة]، قال: كتب سفيان بن عبد الله عامل الطائف إلى عمر بن الخطاب: أن من قبلي يسألوني أن أحمي جبلاً لهم - أو قال: نحلاً لهم -، فكتب لهم عمر: إنما هو ذباب غيث، ليس أحد أحق به من أحد، فإن أقروا لك بالصدقة فاحمه لهم، فكتب أنهم قد أقروا بالصدقة، فكتب إليه عمر أن: احمه لهم، وخذ منهم العشور.